الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              الآية السابعة قوله تعالى : { يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على ألا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان [ ص: 199 ] يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم } .

                                                                                                                                                                                                              فيها أربع عشرة مسألة : المسألة الأولى قوله تعالى : { إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على ألا يشركن بالله شيئا } الآية .

                                                                                                                                                                                                              عن عروة عن عائشة قالت : { ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتحن إلا بهذه الآية التي قال الله : { إذا جاءك المؤمنات يبايعنك } الآية } .

                                                                                                                                                                                                              قال معمر : فأخبرني ابن طاوس عن أبيه قال : ما مست يده يد امرأة إلا امرأة يملكها .

                                                                                                                                                                                                              وعن عائشة أيضا في الصحيح : { ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة وقال : إني لا أصافح النساء ، إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة } .

                                                                                                                                                                                                              وقد روي أنه صافحهن على ثوبه .

                                                                                                                                                                                                              وروي أن عمر صافحهن عنه ، وأنه كلف امرأة وقفت على الصفا فبايعتهن .

                                                                                                                                                                                                              وذلك ضعيف ; وإنما ينبغي التعويل على ما روي في الصحيح .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثانية روي عن عبادة بن الصامت أنه قال : { كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : تبايعوني على ألا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا أيها النساء ، فمن وفى منكن فأجره على الله ، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب فهو له كفارة ، ومن أصاب منها شيئا فستره الله فهو إلى الله إن شاء عذبه ، وإن شاء غفر له } ; وهذا يدل على أن بيعة الرجل في الدين كبيعة النساء إلا في المسيس باليد خاصة .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثالثة ثبت في الصحيح ، عن ابن عباس قال : { شهدت الصلاة يوم الفطر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر وعمر وعثمان ، فكلهم يصليها قبل الخطبة ، ثم يخطب بعد فنزل نبي الله صلى الله عليه وسلم وكأني أنظر إليه حين يجلس الرجال بيده ، ثم أقبل يشقهم حتى أتى النساء ومعه بلال ، فقرأ : { يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على ألا يشركن بالله شيئا } الآية كلها ، ثم قال حين فرغ : أنتن على ذلك ؟ [ ص: 200 ] قالت امرأة منهن واحدة لم يجبه غيرها : نعم يا رسول الله . لا يدري الحسن من هي . قال : فتصدقن وبسط بلال ثوبه فجعلن يلقين الفتخ والخواتم في ثوب بلال } .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية