الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              [ ص: 326 ] الآية الثانية قوله تعالى : { يوم تبلى السرائر } : فيها ثلاث مسائل : المسألة الأولى قوله : { يوم تبلى السرائر } يعني تختبر الضمائر ، وتكشف ما كان فيها . والسرائر تختلف بحسب اختلاف أحوال التكليف والأفعال .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثانية أما السرائر فقال مالك في رواية أشهب عنه وسأله عن قوله تعالى : { يوم تبلى السرائر } أبلغك أن الوضوء من السرائر ؟ قال : قد بلغني ذلك فيما يقول الناس ، فأما حديث أخذته فلا . والصلاة من السرائر ، والصيام من السرائر ، إن شاء قال : صليت ولم يصل . ومن السرائر ما في القلوب يجزي الله به العباد .

                                                                                                                                                                                                              قال القاضي : قال ابن مسعود : يغفر للشهيد إلا الأمانة ، والوضوء من الأمانة ، والصلاة والزكاة من الأمانة ، الوديعة من الأمانة ، وأشد ذلك الوديعة ، تمثل له على هيئتها يوم أخذها ، فيرمى بها في قعر جهنم ، فيقال له : أخرجها فيتبعها فيجعلها في عنقه ، فإذا رجا أن يخرج بها زلت منه وهو يتبعها ، فهو كذلك دهر الداهرين .

                                                                                                                                                                                                              وقال أبي بن كعب . من الأمانة أن ائتمنت المرأة على فرجها . قال أشهب : قال لي سفيان : في الحيضة والحمل إذا قالت : لم أحض ، وأنا حامل ، صدقت ما لم تأت بما يعرف فيه أنها كاذبة . وفي الحديث : { غسل الجنابة من الأمانة } .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثالثة قد بينا أنه كل ما لا يعلمه إلا الله .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية