الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الثالثة قوله تعالى : { ليلة القدر خير من ألف شهر } ليس فيها ليلة القدر في قول المفسرين ; لأنها [ لا يصح أن ] تكون خيرا من نفسها ، وتركب على هذا قول النحاة : إنه لا يجوز : زيد أفضل إخوته ; لأنه من الإخوة ، يريدون ولا [ يجوز أن ] يكون الشيء أفضل من نفسه . وهذا تدقيق لا يئول إلى تحقيق .

                                                                                                                                                                                                              أما ليلة القدر فإنها خير من ألف شهر ، فيها ليلة القدر ، فيكون العمل فيها خيرا من ألف شهر هي من جملتها ، فإذا عمر الرجل بعد البلوغ عاما كتب الله له بليلة القدر ألف شهر [ ص: 372 ] فيها ليلة القدر ، ولا يكتب له ليلة القدر ، وألف شهر زائدا عليها ، وركب على هذا بقية الأعوام .

                                                                                                                                                                                                              وأما قولهم : زيد أفضل إخوته فهذا تجوز جائز ; لأن العرب قد سحبت على هذا الغرض ذيل الغلط ، وأجرته على مساق الجواز في النطق ، فإنها تقول الاثنان نصف الأربعة ; تتجوز بذلك ، لأن الاثنين من الأربعة .

                                                                                                                                                                                                              وتحقيق القول في نسبتها لشيء تركب مثله ، وفي قولهم : الواحد ثلث الثلاثة شيء تركب مثليه ، وهكذا إلى آخر النسب ، ولكنها لم تتحاش عن هذا المذهب ; لأن اللفظ منظوم ، والمعنى مفهوم ; ووجه المجاز فيه ظاهر . والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية