الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              [ ص: 400 ] المسألة الثالثة ماذا يغفر للنبي صلى الله عليه وسلم ؟ روى الأئمة أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول : { رب اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري كله ، وما أنت أعلم به مني ، اللهم اغفر لي خطئي وعمدي وجهلي وهزلي ، وكل ذلك عندي ، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت ، أنت المقدم وأنت المؤخر ، وأنت على كل شيء قدير } .

                                                                                                                                                                                                              قال القاضي : وأنا أقول : كل ذلك عندي مضاعف ، وهو صلى الله عليه وسلم منه بريء . ولكن كان يستقصر نفسه لعظيم ما أنعم الله عليه ، ويرى قصوره عن القيام بحق ذلك ذنوبا ; فأما أنا فإنما ذنوبي بالعمد المحض ، والترك التام ، والمخالفة البينة ، والله يفتح بالتوبة ويمن بالعصمة بمنه وفضله ورحمته ، لا رب سواه .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية