الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            1193 - ( وعن أبي أيوب رضي الله عنه : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : { من اغتسل يوم الجمعة ، ومس من طيب إن كان عنده ، ولبس من أحسن ثيابه ، ثم خرج وعليه السكينة حتى يأتي المسجد فيركع إن بدا له ولم يؤذ أحدا ، ثم أنصت إذا خرج إمامه حتى يصلي كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة الأخرى } رواه أحمد ) .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الحديث أخرجه أيضا الطبراني من رواية عبد الله بن كعب بن مالك عن أبي أيوب ، وأشار إليه الترمذي . وقال في مجمع الزوائد : رجاله ثقات .

                                                                                                                                            وفي الباب أحاديث قد تقدم بعضها في أبواب الغسل : منها عن أبي بكر عند الطبراني بلفظ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من اغتسل يوم الجمعة كفرت عنه ذنوبه وخطاياه ، فإذا أخذ في المسير كتب له بكل خطوة عشرون حسنة ، فإذا انصرف من الصلاة أجيز بعمل مائتي سنة } وفي إسناده الضحاك بن حمزة ، وقد ضعفه ابن معين والنسائي والجمهور ، وذكره ابن حبان في الثقات وللحديث طريق أخرى عند الطبراني أيضا . وعن أبي ذر عند ابن ماجه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { من اغتسل يوم الجمعة فأحسن غسله وتطهر فأحسن طهوره ولبس من أحسن ثيابه ومس ما كتب الله تعالى له من طيب أهله ، ثم أتى الجمعة ولم يلغ ولم يفرق بين اثنين غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى } وعن ابن عمر عند الطبراني في الأوسط أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { من اغتسل يوم الجمعة ثم مس من أطيب طيبه ولبس من أحسن ثيابه ثم راح ولم يفرق بين اثنين حتى يقوم من مقامه ثم أنصت حتى يفرغ الإمام من خطبته غفر له ما بين الجمعتين وزيادة ثلاثة أيام } وعن ابن عباس عند البزار والطبراني في الأوسط قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { من غسل واغتسل يوم الجمعة ثم دنا حيث يسمع خطبة الإمام فإذا خرج استمع وأنصت حنى يصليها معه ، كتب له بكل خطوة يخطوها عبادة سنة قيامها وصيامها } وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عند أبي داود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { من اغتسل يوم الجمعة ومس من طيب امرأته إن كان لها ، ولبس من صالح ثيابه ، ثم لم يتخط رقاب الناس ولم يلغ عند الموعظة كانت كفارة له لما بينهما ، ومن لغا وتخطى رقاب الناس كانت له ظهرا } وللحديث طريق أخرى عند أحمد في مسنده وعن نبيشة عند أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { إن المسلم إذا اغتسل يوم الجمعة ثم أقبل إلى المسجد [ ص: 282 ] لا يؤذي أحدا فإن لم يجد الإمام خرج صلى ما بدا له ، وإن وجد الإمام قد خرج جلس فاستمع وأنصت حتى يقضي الإمام جمعته وكلامه إن لم يغفر له في جمعته تلك ذنوبه كلها أن يكون له كفارة للجمعة التي تليها } وعن أبي أمامة عند الطبراني في الكبير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { اغتسلوا يوم الجمعة ، فإنه من اغتسل يوم الجمعة فله كفارة ما بين الجمعة إلى الجمعة وزيادة ثلاثة أيام } قال العراقي : وإسناده حسن ولأبي أمامة حديث آخر رواه الطبراني أيضا ، وعن أبي طلحة عند الطبراني أيضا في الكبير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من غسل واغتسل وغدا وابتكر ودنا من الإمام وأنصت ولم يلغ في يوم جمعته كتب الله تعالى له بكل خطوة خطاها إلى المسجد صيام سنة وقيامها } وعن أبي قتادة عند الطبراني في الأوسط قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من اغتسل يوم الجمعة كان في طهارة إلى الجمعة الأخرى } وعن أبي هريرة عند أبي يعلى الموصلي قال : { أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث لا أدعهن أبدا : الوتر قبل النوم ، وصوم ثلاثة أيام من كل شهر ، والغسل يوم الجمعة } قال العراقي : ورجاله ثقات إلا أنه من رواية الحسن عن أبي هريرة ولم يسمع منه .

                                                                                                                                            وفي الباب أحاديث أخر ، وشرح حديث الباب قد تقدم في الذي قبله .




                                                                                                                                            الخدمات العلمية