الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            باب رفع اليدين إذا رأى البيت وما يقال عند ذلك

                                                                                                                                            1943 - ( { عن جابر وسئل عن الرجل يرى البيت يرفع يديه فقال : قد حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكن يفعله } . رواه أبو داود والنسائي والترمذي )

                                                                                                                                            1944 - ( وعن ابن جريج قال : حدثت عن مقسم عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { ترفع الأيدي في الصلاة ، وإذا رأى البيت ، وعلى الصفا والمروة ، وعشية عرفة ، وبجمع ، وعند الجمرتين ، وعلى الميت } ) .

                                                                                                                                            1945 - ( وعن ابن جريج { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى البيت رفع يديه وقال : اللهم زد هذا البيت تشريفا وتعظيما وتكريما ومهابة ، وزد من شرفه وكرمه ممن حجه واعتمره تشريفا وتعظيما وتكريما وبرا } . رواهما الشافعي في مسنده )

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            حديث جابر قال الترمذي إنما نعرفه من حديث شعبة وذكر الخطابي أن سفيان الثوري وابن المبارك وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه ضعفوا حديث جابر هذا ; لأن [ ص: 45 ] في إسناده مهاجر بن عكرمة المكي وهو مجهول عندهم .

                                                                                                                                            وحديث ابن عباس أخرجه أيضا البيهقي من حديث سفيان الثوري عن أبي سعيد الشامي عن مكحول به مرسلا وأبو سعيد هذا هو المصلوب وهو كذاب ورواه في تاريخ مكة من حديث مكحول أيضا بزيادة : مهابة وبرا في الموضعين ، وكذا ذكره في الوسيط وتعقبه الرافعي بأن البر لا يتصور من البيت .

                                                                                                                                            وأجاب النووي بأن معناه أكثر بر زائريه ورواه سعيد بن منصور في السنن له من طريق برد بن سنان سمعت ابن قسامة يقول : إذا رأيت البيت فقل : اللهم زد فذكره مثله ورواه الطبراني في مسند حذيفة بن أسيد مرفوعا وفي إسناده عاصم الكوري وهو كذاب .

                                                                                                                                            وحديث ابن جريج هو معضل فيما بين ابن جريج والنبي صلى الله عليه وسلم وفي إسناده سعيد بن سالم القداح وفيه مقال قال الشافعي بعد أن أورده ليس في رفع اليدين عند رؤية البيت شيء فلا أكرهه ولا أستحبه .

                                                                                                                                            قال البيهقي : فكأنه لم يعتمد على الحديث لانقطاعه ، والحاصل أنه ليس في الباب ما يدل على مشروعية رفع اليدين عند رؤية البيت وهو حكم شرعي لا يثبت إلا بدليل .

                                                                                                                                            وأما الدعاء عند رؤية البيت فقد رويت فيه أخبار وآثار منها ما في الباب ومنها ما أخرجه ابن المغلس أن عمر كان إذا نظر إلى البيت قال : اللهم أنت السلام ومنك السلام فحينا ربنا بالسلام ورواه سعيد بن منصور في السنن عن ابن عيينة عن يحيى بن سعيد ولم يذكر عمر ورواه الحاكم عن عمر أيضا وكذلك رواه البيهقي عنه




                                                                                                                                            الخدمات العلمية