الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            باب الاستئجار على العمل مياومة أو مشاهرة أو معاومة أو معاددة 2382 - ( عن علي رضي الله عنه قال : { جعت مرة جوعا شديدا ، فخرجت لطلب العمل في عوالي المدينة ، فإذا أنا بامرأة قد جمعت مدرا فظننتها تريد بله ، فقاطعتها كل ذنوب على تمرة ، فمددت ستة عشر ذنوبا حتى مجلت يداي ، ثم أتيتها فعدت لي ست عشرة تمرة ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فأكل معي منها } رواه أحمد )

                                                                                                                                            2383 - ( وعن أنس { : لما قدم المهاجرون من مكة إلى المدينة قدموا وليس بأيديهم شيء ، فكانت الأنصار أهل الأرض والعقار ، فقاسمهم الأنصار على أن أعطوهم نصف [ ص: 351 ] ثمار أموالهم كل عام ويكفوهم العمل والمئونة أخرجاه قال البخاري : وقال ابن عمر : أعطى النبي صلى الله عليه وسلم خيبر بالشطر ، فكان ذلك على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وصدر من خلافة عمر ، ولم يذكر أن أبا بكر وعمر جددا الإجارة بعدما قبض النبي صلى الله عليه وسلم } )

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            حديث علي عليه السلام جود الحافظ إسناده ، وأخرجه ابن ماجه بسند صححه ابن السكن ، وأخرج البيهقي وابن ماجه من حديث ابن عباس بلفظ " إن عليا عليه السلام آجر نفسه من يهودي يسقي له كل دلو بتمرة ، وعندهم أن عدد التمر سبعة عشر " وفي إسناده حنش راويه عن عكرمة وهو ضعيف قوله : ( ذنوبا ) هو الدلو مطلقا أو التي فيها ماء أو الممتلئة أو التي هي غير ممتلئة ، أفاد معنى ذلك في القاموس وقد قدمنا تحقيقه في أول هذا الشرح قوله

                                                                                                                                            ( مجلت ) بكسر الجيم : أي غلظت وتنفطت ، وبفتح الجيم : غلظت فقط قال في القاموس : مجلت يده كنصر وفرح مجلا ومجولا نفطت من العمل فمرنت كأمجلت وقد أمجلها العمل ، أو المجل أن يكون بين الجلد واللحم ماء ، أو المجلة : جلدة رقيقة يجتمع فيها ماء من أثر العمل وحديث علي عليه السلام فيه بيان ما كانت الصحابة عليه من الحاجة وشدة الفاقة والصبر على الجوع ، وبذل الأنفس وإتعابها في تحصيل القوام من العيش للتعفف عن السؤال وتحمل المنن ، وأن تأجير النفس لا يعد دناءة وإن كان المستأجر غير شريف أو كافرا والأجير من أشراف الناس وعظمائهم وأورده المصنف للاستدلال به على جواز الإجارة معاددة ، يعني : أن يفعل الأجير عددا معلوما من العمل بعدد معلوم من الأجرة وإن لم يبين في الابتداء مقدار جميع العمل والأجرة ، وحديث أنس فيه دليل على جواز إجارة الأرض بنصف الثمرة الخارجة منها في كل عام ، وكذلك حديث ابن عمر وقد تقدم بسط الكلام على إجارة الأرض وما يصح منها وما لا يصح في المزارعة




                                                                                                                                            الخدمات العلمية