الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            646 - ( وعن عبد الله بن عمر { أنه كان ينام وهو شاب عزب لا أهل له في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم } . رواه البخاري والنسائي وأبو داود وأحمد ولفظه : { كنا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ننام في المسجد ونقيل فيه ونحن شباب } ، قال البخاري : وقال أبو قلابة عن أنس : { قدم رهط من عكل على النبي صلى الله عليه وسلم فكانوا في الصفة المسجد ، وقال : قال عبد الرحمن بن أبي بكر : كان أصحاب الصفة الفقراء } ) .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            قوله : ( عزب ) قال الحافظ : المشهور فيها فتح العين المهملة وكسر الزاي .

                                                                                                                                            وفي رواية للبخاري " أعزب " وهي لغة قليلة مع أن القزاز أنكرها . والمراد به الذي لا زوجة له . وقوله " لا أهل له " تفسير لقوله " عزب " ويحتمل أن يكون من العام بعد الخاص فيدخل فيه الأقارب ونحوهم . وقوله " في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم " يتعلق بقوله " ينام " [ ص: 189 ] ورواية أحمد أدل على الجواز للتصريح فيها بأن ذلك كان في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد أخرج البخاري حديث { إن النبي صلى الله عليه وسلم جاء وعلي مضطجع في المسجد قد سقط رداؤه عن شقه وأصابه تراب فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه ويقول : قم أبا تراب } وقد ذهب الجمهور إلى جواز النوم في المسجد .

                                                                                                                                            وروي عن ابن عباس كراهته إلا لمن يريد الصلاة وعن ابن مسعود مطلقا وعن مالك التفصيل بين من له مسكن فيكره ، وبين من لا مسكن له فيباح . قوله : ( وقال أبو قلابة عن أنس ) هذا طرف من قصة العرنيين وقد ذكرها البخاري في الطهارة من صحيحه ووصل هذا اللفظ المذكور هنا في المحاربين من طريق وهيب عن أيوب عن أبي قلابة

                                                                                                                                            قوله : ( قال عبد الرحمن ) هو أيضا طرف من حديث طويل ذكره البخاري في علامات النبوة ، والصفة : موضع مظلل في المسجد النبوي كانت تأوي إليه المساكين . وعكل بضم العين المهملة وإسكان الكاف : قبيلة من تيم وقد تقدم ضبطه وتفسيره في باب الرخصة في بول ما يؤكل لحمه .




                                                                                                                                            الخدمات العلمية