الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا ( 109 ) )

قال أبو جعفر : يعني جل ثناؤه بقوله : " ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا " ، ها أنتم الذين جادلتم ، يا معشر من جادل عن بني أبيرق في الحياة الدنيا و "الهاء والميم" في قوله : "عنهم" من ذكر الخائنين .

" فمن يجادل الله عنهم " ، يقول : فمن ذا يخاصم الله عنهم يوم القيامة أي : يوم يقوم الناس من قبورهم لمحشرهم ، فيدافع عنهم ما الله فاعل بهم ومعاقبهم به . وإنما يعني بذلك : إنكم أيها المدافعون عن هؤلاء الخائنين أنفسهم ، وإن دافعتم عنهم في عاجل الدنيا ، فإنهم سيصيرون في آجل الآخرة إلى من لا يدافع عنهم عنده أحد فيما يحل بهم من أليم العذاب ونكال العقاب .

وأما قوله : " أم من يكون عليهم وكيلا " ، فإنه يعني : ومن ذا الذي يكون على هؤلاء الخائنين وكيلا يوم القيامة أي : ومن يتوكل لهم في خصومة ربهم عنهم يوم القيامة .

وقد بينا معنى : "الوكالة" ، فيما مضى ، وأنها القيام بأمر من توكل له .

التالي السابق


الخدمات العلمية