الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 427 ] القول في تأويل قوله ( ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ( 56 ) )

قال أبو جعفر : وهذا إعلام من الله تعالى ذكره عباده جميعا الذين تبرأوا من حلف اليهود وخلعوهم رضى بولاية الله ورسوله والمؤمنين ، والذين تمسكوا بحلفهم وخافوا دوائر السوء تدور عليهم ، فسارعوا إلى موالاتهم أن من وثق بالله وتولى الله ورسوله والمؤمنين ، ومن كان على مثل حاله من أولياء الله من المؤمنين ، لهم الغلبة والدوائر والدولة على من عاداهم وحادهم ، لأنهم حزب الله ، وحزب الله هم الغالبون ، دون حزب الشيطان ، كما : -

12215 - حدثنا محمد بن الحسين قال ، حدثنا أحمد بن مفضل قال ، حدثنا أسباط ، عن السدي قال : أخبرهم يعني الرب تعالى ذكره من الغالب ، فقال : لا تخافوا الدولة ولا الدائرة ، فقال : " ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون " ، و"الحزب " هم الأنصار .

[ ص: 428 ] ويعني بقوله : " فإن حزب الله " ، فإن أنصار الله ، ومنه قول الراجز :


وكيف أضوى وبلال حزبي

!

يعني بقوله : "أضوى " ، أستضعف وأضام من الشيء"الضاوي" . ويعني بقوله : "وبلال حزبي " ، يعني : ناصري .

التالي السابق


الخدمات العلمية