الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى ( ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل ( 102 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : الذي خلق كل شيء وهو بكل شيء عليم ، هو الله ربكم ، أيها العادلون بالله الآلهة والأوثان ، والجاعلون له الجن شركاء ، وآلهتكم التي لا تملك نفعا ولا ضرا ، ولا تفعل خيرا ولا شرا " لا إله إلا هو " .

وهذا تكذيب من الله جل ثناؤه للذين زعموا أن الجن شركاء الله . يقول جل ثناؤه لهم : أيها الجاهلون ، إنه لا شيء له الألوهية والعبادة ، إلا الذي خلق كل شيء ، وهو بكل شيء عليم ، فإنه لا ينبغي أن تكون عبادتكم وعبادة جميع من في السماوات والأرض إلا له خالصة بغير شريك تشركونه فيها ، فإنه خالق [ ص: 13 ] كل شيء وبارئه وصانعه ، وحق على المصنوع أن يفرد صانعه بالعبادة " فاعبدوه " ، يقول : فذلوا له بالطاعة والعبادة والخدمة ، واخضعوا له بذلك .

" وهو على كل شيء وكيل " ، يقول : والله على كل ما خلق من شيء رقيب وحفيظ ، يقوم بأرزاق جميعه وأقواته وسياسته وتدبيره وتصريفه بقدرته .

التالي السابق


الخدمات العلمية