الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون ( 48 ) )

قال أبو جعفر : يقول جل ثناؤه : ( ونادى أصحاب الأعراف رجالا ) ، من أهل الأرض ( يعرفونهم بسيماهم ) ، سيما أهل النار ( قالوا ما أغنى عنكم جمعكم ) ، ما كنتم تجمعون من الأموال والعدد في الدنيا ( وما كنتم تستكبرون ) ، يقول : وتكبركم الذي كنتم تتكبرون فيها ، كما :

14738 - حدثني محمد بن الحسين قال ، حدثنا أحمد بن المفضل قال ، حدثنا أسباط ، عن السدي قال ، فمر بهم يعني بأصحاب الأعراف ناس من الجبارين عرفوهم بسيماهم . قال : يقول : قال أصحاب الأعراف : ( ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون ) .

14739 - حدثني محمد بن سعد قال ، حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : ( ونادى أصحاب الأعراف رجالا ) ، قال : في النار ( يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون أهؤلاء الذين ) ، وتكبركم .

14740 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا جرير ، عن سليمان التيمي ، عن أبي مجلز : ( ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون ) ، قال : هذا حين دخل أهل الجنة الجنة ، ( أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ) ، الآية ، قلت لأبي مجلز : عن ابن عباس؟ قال : لا بل عن غيره .

14741 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال ، حدثنا ابن علية ، عن سليمان التيمي ، عن أبي مجلز : ( ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم ) ، قال : نادت الملائكة رجالا في النار يعرفونهم بسيماهم ( ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ) ، قال : هذا حين دخل أهل الجنة الجنة ( ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ) .

14742 - حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : ( ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم ) ، فالرجال عظماء من أهل الدنيا . قال : فبهذه الصفة عرف أهل الأعراف أهل الجنة من أهل النار . وإنما ذكر هذا حين يذهب رئيس أهل الخير ورئيس أهل الشر يوم القيامة قال : وقال ابن زيد في قوله : ( ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون ) ، قال : على أهل طاعة الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية