الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم ( 4 ) )

قال أبو جعفر : يعني جل ثناؤه بقوله : " لهم درجات " ، لهؤلاء المؤمنين الذين وصف جل ثناؤه صفتهم " درجات " ، وهي مراتب رفيعة .

ثم اختلف أهل التأويل في هذه " الدرجات " التي ذكر الله أنها لهم عنده ، ما هي ؟

فقال بعضهم : هي أعمال رفيعة ، وفضائل قدموها في أيام حياتهم .

ذكر من قال ذلك :

15697 - حدثني أحمد بن إسحاق قال ، حدثنا أبو أحمد قال ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي يحيى القتات ، عن مجاهد : " لهم درجات عند ربهم " ، قال : أعمال رفيعة .

وقال آخرون : بل ذلك مراتب في الجنة .

ذكر من قال ذلك :

15698 - حدثنا أحمد بن إسحاق قال ، حدثنا أبو أحمد قال ، حدثنا [ ص: 390 ] سفيان ، عن هشام عن جبلة ، عن عطية ، عن ابن محيريز : " لهم درجات عند ربهم " ، قال : الدرجات سبعون درجة ، كل درجة حضر الفرس الجواد المضمر سبعين سنة .

وقوله : " ومغفرة " ، يقول : وعفو عن ذنوبهم ، وتغطية عليها " ورزق كريم " ، قيل : الجنة وهو عندي : ما أعد الله في الجنة لهم من مزيد المآكل والمشارب وهنيء العيش .

15699 - حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق ، عن هشام ، عن عمرو ، عن سعيد ، عن قتادة : " ومغفرة " ، قال : لذنوبهم " ورزق كريم " ، قال : الجنة . [ ص: 391 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية