الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم ( 69 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره للمؤمنين من أهل بدر : ( فكلوا ) ، أيها المؤمنون ( مما غنمتم ) ، من أموال المشركين ( حلالا ) ، بإحلاله لكم ( طيبا واتقوا الله ) ، يقول : وخافوا الله أن تعودوا ، أن تفعلوا في دينكم شيئا بعد هذه [ ص: 72 ] من قبل أن يعهد فيه إليكم ، كما فعلتم في أخذ الفداء وأكل الغنيمة ، وأخذتموهما من قبل أن يحلا لكم ( إن الله غفور رحيم ) .

وهذا من المؤخر الذي معناه التقديم ، وتأويل الكلام : ( فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا ) ، ( إن الله غفور رحيم ) ، ( واتقوا الله ) .

ويعني بقوله : ( إن الله غفور ) ، لذنوب أهل الإيمان من عباده ( رحيم ) ، بهم ، أن يعاقبهم بعد توبتهم منها .

التالي السابق


الخدمات العلمية