الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون ( 74 ) ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون ( 75 ) )

يقول تعالى ذكره : والذين لا يصدقون بالبعث بعد الممات ، وقيام الساعة ، ومجازاة الله عباده في الدار الآخرة ; ( عن الصراط لناكبون ) يقول : عن محجة الحق وقصد السبيل ، وذلك دين الله الذي ارتضاه لعباده العادلين . يقال منه : قد نكب فلان عن كذا : إذا عدل عنه ، ونكب عنه : أي عدل عنه .

وبنحو قولنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن عطاء الخراساني ، عن ابن عباس في قوله : ( عن الصراط لناكبون ) قال : العادلون .

حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله : ( وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون ) يقول : عن الحق عادلون .

وقوله : ( ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر ) يقول تعالى : ولو رحمنا هؤلاء الذين لا يؤمنون بالآخرة ، ورفعنا عنهم ما بهم من القحط والجدب وضر الجوع والهزال ; ( للجوا في طغيانهم ) يعني في عتوهم وجرأتهم على ربهم . ( يعمهون ) يعني : يترددون .

كما حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، في قوله : ( ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر ) قال : الجوع .

التالي السابق


الخدمات العلمية