الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ( 19 ) )

يقول تعالى ذكره : إن الذين يحبون أن يذيع الزنا في الذين صدقوا بالله ورسوله ويظهر ذلك فيهم ، ( لهم عذاب أليم ) يقول : لهم عذاب وجيع في الدنيا ، بالحد الذي جعله الله حدا لرامي المحصنات والمحصنين إذا رموهم بذلك ، وفي الآخرة عذاب جهنم إن مات مصرا على ذلك غير تائب . كما حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن [ ص: 134 ] مجاهد ، قوله : ( يحبون أن تشيع الفاحشة ) قال : تظهر في شأن عائشة .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم ) قال : الخبيث عبد الله بن أبي ابن سلول ، المنافق ، الذي أشاع على عائشة ما أشاع عليها من الفرية ، ( لهم عذاب أليم ) .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : ( أن تشيع الفاحشة ) قال : تظهر ; يتحدث عن شأن عائشة .

وقوله : ( والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) يقول تعالى ذكره : والله يعلم كذب الذين جاءوا بالإفك من صدقهم ، وأنتم أيها الناس لا تعلمون ذلك ، لأنكم لا تعلمون الغيب ، وإنما يعلم ذلك علام الغيوب . يقول : فلا ترووا ما لا علم لكم به من الإفك على أهل الإيمان بالله ، ولا سيما على حلائل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتهلكوا .

التالي السابق


الخدمات العلمية