الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون ( 50 ) ) [ ص: 349 ]

يقول ( لأقطعن أيديكم وأرجلكم ) مخالفا في قطع ذلك منكم بين قطع الأيدي والأرجل ، وذلك أن أقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى ، ثم اليد اليسرى والرجل اليمنى ، ونحو ذلك من قطع اليد من جانب ، ثم الرجل من الجانب الآخر ، وذلك هو القطع من خلاف ( ولأصلبنكم أجمعين ) فوكد ذلك بأجمعين إعلاما منه أنه غير مستبق منهم أحدا . ( قالوا لا ضير ) يقول تعالى ذكره : قالت السحرة : لا ضير علينا ; وهو مصدر من قول القائل : قد ضار فلان فلانا فهو يضير ضيرا ، ومعناه : لا ضرر .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( لا ضير ) قال : يقول : لا يضرنا الذي تقول ، وإن صنعته بنا وصلبتنا . ( إنا إلى ربنا منقلبون ) يقول : إنا إلى ربنا راجعون ، وهو مجازينا بصبرنا على عقوبتك إيانا ، وثباتنا على توحيده ، والبراءة من الكفر به .

التالي السابق


الخدمات العلمية