الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون ( 52 ) وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون ( 53 ) )

يعني تعالى ذكره بقوله : ( فتلك بيوتهم خاوية ) فتلك مساكنهم خاوية خالية منهم ، ليس فيها منهم أحد ، قد أهلكهم الله فأبادهم ( بما ظلموا ) يقول تعالى ذكره : بظلمهم أنفسهم بشركهم بالله ، وتكذيبهم رسولهم ( إن في ذلك لآية لقوم يعلمون ) يقول تعالى ذكره : إن في فعلنا بثمود ما قصصنا عليك يا محمد من القصة ، لعظة لمن يعلم فعلنا بهم ما فعلنا ، من قومك الذين يكذبونك فيما جئتهم به من عند ربك وعبرة . [ ص: 481 ] ( وأنجينا الذين آمنوا ) يقول : وأنجينا من نقمتنا وعذابنا الذي أحللناه بثمود رسولنا صالحا والمؤمنين به . ( وكانوا يتقون ) يقول : وكانوا يتقون بإيمانهم ، وبتصديقهم صالحا الذي حل بقومهم من ثمود ما حل بهم من عذاب الله ، فكذلك ننجيك يا محمد وأتباعك ، عند إحلالنا عقوبتنا بمشركي قومك من بين أظهرهم .

وذكر أن صالحا لما أحل الله بقومه ما أحل ، خرج هو والمؤمنون به إلى الشام ، فنزل رملة فلسطين .

التالي السابق


الخدمات العلمية