الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ( 24 ) ) [ ص: 24 ]

يقول - تعالى ذكره - : فلم يكن جواب قوم إبراهيم له إذ قال لهم : ( اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ) إلا أن قال بعضهم لبعض : ( اقتلوه أو حرقوه ) بالنار ، ففعلوا ، فأرادوا إحراقه بالنار ، فأضرموا له النار ، فألقوه فيها ، فأنجاه الله منها ، ولم يسلطها عليه ، بل جعلها عليه بردا وسلاما .

كما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( فما كان جواب ) قوم إبراهيم ( إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار ) قال : قال كعب : ما حرقت منه إلا وثاقه ( إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ) يقول - تعالى ذكره - : إن في إنجائنا لإبراهيم من النار ، وقد ألقي فيها وهي تسعر ، وتصييرها عليه بردا وسلاما لأدلة وحججا لقوم يصدقون بالأدلة والحجج إذا عاينوا ورأوا .

التالي السابق


الخدمات العلمية