الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون ( 31 ) فأغويناكم إنا كنا غاوين ( 32 ) فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون ( 33 ) إنا كذلك نفعل بالمجرمين ( 34 ) ) [ ص: 33 ] يقول - تعالى ذكره - : فحق علينا قول ربنا ، فوجب علينا عذاب ربنا ، إنا لذائقون العذاب نحن وأنتم بما قدمنا من ذنوبنا ومعصيتنا في الدنيا ، فهذا خبر من الله عن قيل الجن والإنس .

كما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( فحق علينا قول ربنا ) . . . . . . . . . . الآية . قال : هذا قول الجن .

وقوله ( فأغويناكم إنا كنا غاوين ) يقول : فأضللناكم عن سبيل الله والإيمان به إنا كنا ضالين ، وهذا أيضا خبر من الله عن قيل الجن والإنس ، قال الله ( فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون ) يقول : فإن الإنس الذين كفروا بالله وأزواجهم ، وما كانوا يعبدون من دون الله ، والذين أغووا الإنس من الجن يوم القيامة في العذاب مشتركون جميعا في النار ، كما اشتركوا في الدنيا في معصية الله .

حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله ( فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون ) قال : هم والشياطين . ( إنا كذلك نفعل بالمجرمين ) يقول - تعالى ذكره - : إنا هكذا نفعل بالذين اختاروا معاصي الله في الدنيا على طاعته ، والكفر به على الإيمان ، فنذيقهم العذاب الأليم ، ونجمع بينهم وبين قرنائهم في النار .

التالي السابق


الخدمات العلمية