الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 386 ] [ ص: 387 ] [ ص: 388 ] [ ص: 389 ] بسم الله الرحمن الرحيم

القول في تأويل قوله تعالى : ( والذاريات ذروا ( 1 ) فالحاملات وقرا ( 2 ) فالجاريات يسرا ( 3 ) فالمقسمات أمرا ( 4 ) إنما توعدون لصادق ( 5 ) وإن الدين لواقع ( 6 ) )

يقول - تعالى ذكره - ( والذاريات ذروا ) يقول : والرياح التي تذرو التراب ذروا ، يقال : ذرت الريح التراب وأذرت .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا هناد بن السري قال : ثنا أبو الأحوص ، عن سماك ، عن خالد بن عرعرة قال : قام رجل إلى علي رضي الله عنه ، فقال : ما الذاريات ذروا ، فقال : هي الريح .

حدثنا ابن المثنى قال : ثنا محمد بن جعفر قال : ثنا شعبة ، عن سماك قال : سمعت خالد بن عرعرة قال : سمعت عليا رضي الله عنه وقد خرج إلى الرحبة ، وعليه بردان ، فقالوا : لو أن رجلا سأل وسمع القوم ، قال : فقام ابن الكواء ، فقال : ما الذاريات ذروا؟ فقال : هي الرياح .

حدثني محمد بن عبد الله بن عبيد الهلالي ومحمد بن بشار قالا : ثنا محمد بن خالد بن عثمة قال : ثنا موسى بن يعقوب الزمعي قال : ثنا أبو الحويرث ، عن محمد بن جبير بن مطعم ، أخبره ، قال : سمعت عليا رضي الله عنه يخطب الناس ، فقام عبد الله بن الكواء ، فقال : يا أمير [ ص: 390 ] المؤمنين ، أخبرني عن قول الله تبارك وتعالى : ( والذاريات ذروا ) قال : هي الرياح .

حدثنا ابن بشار قال : ثنا يحيى ، عن سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل قال : سئل علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، عن " الذاريات ذروا " ، فقال : الريح .

حدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، عن علي ( والذاريات ذروا ) قال : الريح .

قال مهران : حدثنا عن سماك ، عن خالد بن عرعرة قال : سألت عليا رضي الله عنه عن ( والذاريات ذروا ) فقال : الريح .

حدثنا ابن المثنى قال : ثنا محمد بن جعفر قال : ثنا شعبة ، عن القاسم بن أبي بزة قال : سمعت أبا الطفيل قال : سمعت عليا رضي الله عنه يقول : لا يسألوني عن كتاب ناطق ، ولا سنة ماضية ، إلا حدثتكم ، فسأله ابن الكواء ، عن الذاريات ، فقال : هي الرياح .

حدثنا أبو كريب قال : ثنا طلق ، عن زائدة ، عن عاصم ، عن علي بن ربيعة قال : سأل ابن الكواء ، عليا رضي الله عنه ، فقال : ( والذاريات ذروا ) قال : هي الريح .

حدثنا ابن حميد قال : ثنا جرير ، عن عبد الله بن رفيع ، عن أبي الطفيل قال : قال ابن الكواء ، لعلي رضي الله عنه : ما الذاريات ذروا؟ قال : الريح .

حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : ثني يحيى بن أيوب ، عن أبي صخرة ، عن أبي معاوية البجلي ، عن أبي الصهباء البكري ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، قال وهو على المنبر : لا يسألني أحد عن آية من كتاب الله إلا أخبرته ، فقام ابن الكواء ، ، وأراد أن يسأله عما سأل عنه [ ص: 391 ] صبيغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقال : ما " الذاريات ذروا " ؟ قال علي : الرياح .

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، أن رجلا سأل عليا عن الذاريات ، فقال : هي الرياح .

حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن وهب بن عبد الله ، عن أبي الطفيل ، قال سأل ابن الكواء ، عليا ، فقال : ما " الذاريات ذروا " ؟ قال : الرياح .

حدثنا يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد ، في قوله ( والذاريات ذروا ) قال : كان ابن عباس يقول : هي الرياح .

حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله ( والذاريات ) قال : الرياح .

وقوله ( فالحاملات وقرا ) يقول : فالسحاب التي تحمل وقرها من الماء .

وقوله ( فالجاريات يسرا ) يقول : فالسفن التي تجري في البحار سهلا يسيرا ( فالمقسمات أمرا ) يقول : فالملائكة التي تقسم أمر الله في خلقه .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا هناد قال : ثنا أبو الأحوص ، عن سماك ، عن خالد بن عرعرة قال : قام رجل إلى علي رضي الله عنه فقال : ما " الجاريات يسرا " ؟ قال : هي السفن ; قال : فما " الحاملات وقرا " ؟ قال : هي السحاب ; قال : فما " المقسمات أمرا " ؟ قال : هي الملائكة .

حدثنا ابن المثنى قال : ثنا محمد بن جعفر قال : ثنا شعبة ، عن [ ص: 392 ] سماك قال : سمعت خالد بن عرعرة قال : سمعت عليا رضي الله عنه وقيل له : ما " الحاملات وقرا " ؟ قال : هي السحاب ; قال : فما " الجاريات يسرا " ؟ قال : هي السفن ; قال : فما " المقسمات أمرا " ؟ قال : هي الملائكة .

حدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن سماك ، عن خالد بن عرعرة ، عن علي بنحوه .

حدثني محمد بن عبد الله بن عبيد الله الهلالي ومحمد بن بشار قالا : ثنا محمد بن خالد بن عثمة قال : ثنا موسى الزمعي قال : ثني أبو الحويرث ، عن محمد بن جبير بن مطعم أخبره ، قال : سمعت عليا يخطب الناس ، فقام عبد الله بن الكواء ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أخبرني عن قول الله تبارك وتعالى ( فالحاملات وقرا ) قال : هي السحاب ( فالجاريات يسرا ) قال : هي السفن ( فالمقسمات أمرا ) قال : الملائكة .

حدثنا ابن المثنى قال : ثنا محمد بن جعفر قال : ثنا شعبة ، عن القاسم بن أبي بزة قال : سمعت أبا الطفيل قال : سمعت عليا رضي الله عنه فذكر نحوه .

حدثنا ابن حميد قال : ثنا جرير ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن أبي الطفيل قال : قال ابن الكواء ، لعلي ، فذكر نحوه .

حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن وهب بن عبد الله ، عن أبي الطفيل قال : شهدت عليا رضي الله عنه ، وقام إليه ابن الكواء ، ، فذكر نحوه .

حدثنا أبو كريب قال : ثنا طلق بن غنام ، عن زائدة ، عن عاصم ، عن علي بن ربيعة قال : سأل ابن الكواء ، عليا ، فذكر نحوه .

حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : ثني يحيى بن أيوب ، عن أبي صخر ، عن أبي معاوية البجلي ، عن أبي الصهباء البكري ، عن علي بن [ ص: 393 ] أبي طالب رضي الله عنه ، نحوه .

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، أن رجلا سأل عليا ، فذكر نحوه .

حدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، عن علي مثله .

حدثنا ابن بشار قال : ثنا يحيى ، عن سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل قال : سئل فذكر مثله .

حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله ( فالحاملات وقرا ) قال : السحاب ، قوله ( فالمقسمات أمرا ) قال : الملائكة .

حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( فالحاملات وقرا ) قال : السحاب تحمل المطر ، ( فالجاريات يسرا ) قال : السفن ( فالمقسمات أمرا ) قال : الملائكة ينزلها بأمره على من يشاء .

قوله ( إنما توعدون لصادق ) يقول - تعالى ذكره - : إن الذي توعدون أيها الناس من قيام الساعة ، وبعث الموتى من قبورهم لصادق ، يقول : لكائن حق يقين .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله ( إنما توعدون لصادق ) والمعنى : لصدق ، [ ص: 394 ] فوضع الاسم مكان المصدر ( وإن الدين لواقع ) يقول : وإن الحساب والثواب والعقاب لواجب ، والله مجاز عباده بأعمالهم .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله ( وإن الدين لواقع ) قال : الحساب .

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله ( إنما توعدون لصادق وإن الدين لواقع ) وذلك يوم القيامة ، يوم يدان الناس فيه بأعمالهم .

حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( وإن الدين لواقع ) قال : يوم يدين الله العباد بأعمالهم .

حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله ( وإن الدين لواقع ) قال : لكائن .

التالي السابق


الخدمات العلمية