الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم ( 7 ) )

يقول تعالى ذكره : عسى الله أيها المؤمنون أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم من أعدائي من مشركي قريش مودة ، ففعل الله ذلك بهم ، بأن أسلم كثير [ ص: 321 ] منهم ، فصاروا لهم أولياء وأحزابا .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة ) قال : هؤلاء المشركون - قد فعل - قد أدخلهم في السلم وجعل بينهم مودة حين كان الإسلام ، حين الفتح .

وقوله : ( والله قدير ) يقول : والله ذو قدرة على أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم من المشركين مودة ( والله غفور رحيم ) يقول : والله غفور لخطيئة من ألقى إلى المشركين بالمودة إذا تاب منها ، رحيم بهم أن يعذبهم بعد توبتهم منها .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير ) على ذلك ( والله غفور رحيم ) يغفر الذنوب الكثيرة ، رحيم بعباده .

التالي السابق


الخدمات العلمية