الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير ( 2 ) )

يقول تعالى ذكره : الله ( الذي خلقكم ) أيها الناس ، وهو من ذكر [ ص: 416 ] اسم الله ( فمنكم كافر ومنكم مؤمن ) يقول : فمنكم كافر بخالقه وأنه خلقه; ( ومنكم مؤمن ) يقول : ومنكم مصدق به موقن أنه خالقه أو بارئه ، ( والله بما تعملون بصير ) يقول : والله الذي خلقكم بصير بأعمالكم عالم بها ، لا يخفى عليه منها شيء ، وهو مجازيكم بها ، فاتقوه أن تخالفوه في أمره أو نهيه ، فيسطو بكم .

حدثنا محمد بن منصور الطوسي ، قال : ثنا حسن بن موسى الأشيب ، قال : ثنا ابن لهيعة ، قال : ثنا بكر بن سوادة ، عن أبي تميم الجيشاني ، عن أبي ذر : " إن المني إذا مكث في الرحم أربعين ليلة ، أتى ملك النفوس ، فعرج به إلى الجبار في راحته ، فقال : أي رب ، عبدك هذا ذكر أم أنثى؟ فيقضي الله إليه ما هو قاض ، ثم يقول : أي رب ، أشقي أم سعيد؟ فيكتب ما هو لاق . قال : وقرأ أبو ذر فاتحة التغابن خمس آيات" .

التالي السابق


الخدمات العلمية