الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم ( 9 ) )

يقول تعالى ذكره : والله بما تعملون خبير ( يوم يجمعكم ليوم الجمع ) الخلائق للعرض ( ذلك يوم التغابن ) يقول : الجمع يوم غبن أهل الجنة أهل النار . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في [ ص: 420 ] قول الله : ( ذلك يوم التغابن ) قال : هو غبن أهل الجنة أهل النار .

حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( يوم يجمعكم ليوم الجمع ) هو يوم القيامة ، وهو يوم التغابن : يوم غبن أهل الجنة أهل النار .

حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، في قوله : ( ذلك يوم التغابن ) من أسماء يوم القيامة ، عظمه وحذره عباده .

وقوله : ( ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا ) يقول تعالى ذكره : ومن يصدق بالله ويعمل بطاعته ، وينته إلى أمره ونهيه ( يكفر عنه سيئاته ) يقول : يمح عنه ذنوبه ( ويدخله جنات تجري من تحتها الأنهار ) يقول : ويدخله بساتين تجري من تحت أشجارها الأنهار .

وقوله : ( خالدين فيها أبدا ) يقول : لابثين فيها أبدا ، لا يموتون ، ولا يخرجون منها .

وقوله : ( ذلك الفوز العظيم ) يقول : خلودهم في الجنات التي وصفنا النجاء العظيم .

التالي السابق


الخدمات العلمية