الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( كلا بل تكذبون بالدين ( 9 ) وإن عليكم لحافظين ( 10 ) كراما كاتبين ( 11 ) يعلمون ما تفعلون ( 12 ) إن الأبرار لفي نعيم ( 13 ) ) .

يقول تعالى ذكره : ليس الأمر أيها الكافرون كما تقولون من أنكم على الحق في [ ص: 271 ] عبادتكم غير الله ، ولكنكم تكذبون بالثواب والعقاب ، والجزاء والحساب .

وبنحو الذي قلنا في معنى قوله : ( بل تكذبون بالدين ) قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : ( بل تكذبون بالدين ) قال : بالحساب .

حدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( تكذبون بالدين ) قال : بيوم الحساب .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، قوله : ( بل تكذبون بالدين ) قال : يوم شدة ، يوم يدين الله العباد بأعمالهم .

وقوله : ( وإن عليكم لحافظين ) يقول : وإن عليكم رقباء حافظين يحفظون أعمالكم ، ويحصونها عليكم ( كراما كاتبين ) يقول : كراما على الله كاتبين يكتبون أعمالكم .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، قال : قال بعض أصحابنا ، عن أيوب ، في قوله : ( وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين ) قال : يكتبون ما تقولون وما تعنون .

وقوله : ( يعلمون ما تفعلون ) يقول : يعلم هؤلاء الحافظون ما تفعلون من خير أو شر ، يحصون ذلك عليكم .

وقوله : ( إن الأبرار لفي نعيم ) يقول جل ثناؤه : إن الذين بروا بأداء فرائض الله ، واجتناب معاصيه لفي نعيم الجنان ينعمون فيها .

التالي السابق


الخدمات العلمية