الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ( أخرج منها ماءها ومرعاها ( 31 ) والجبال أرساها ( 32 ) متاعا لكم ولأنعامكم ( 33 ) فإذا جاءت الطامة الكبرى ( 34 ) يوم يتذكر الإنسان ما سعى ( 35 ) وبرزت الجحيم لمن يرى ( 36 ) فأما من طغى ( 37 ) وآثر الحياة الدنيا ( 38 ) فإن الجحيم هي المأوى ( 39 ) وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ( 40 ) فإن الجنة هي المأوى ( 41 ) يسألونك عن الساعة أيان مرساها ( 42 ) فيم أنت من ذكراها ( 43 ) إلى ربك منتهاها ( 44 ) )

                                                                                                                                                                                                                                      ( أخرج منها ماءها ومرعاها والجبال أرساها متاعا لكم ولأنعامكم فإذا جاءت الطامة الكبرى ) يعني النفخة الثانية التي فيها البعث وقامت القيامة ، وسميت القيامة : " طامة " لأنها تطم على كل هائلة من الأمور ، فتعلو فوقها وتغمر ما سواها ، و " الطامة " عند العرب : الداهية التي لا تستطاع . ( يوم يتذكر الإنسان ما سعى ) ما عمل في الدنيا من خير وشر . ( وبرزت الجحيم لمن يرى ) قال مقاتل يكشف عنها الغطاء فينظر إليها الخلق . ( فأما من طغى ) في كفره . ( وآثر الحياة الدنيا ) على الآخرة . ( فإن الجحيم هي المأوى وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ) عن المحارم التي تشتهيها ، قال مقاتل : هو الرجل يهم بالمعصية فيذكر مقامه للحساب فيتركها . ( فإن الجنة هي المأوى يسألونك عن الساعة أيان مرساها ) متى ظهورها وثبوتها . ( فيم أنت من ذكراها ) لست في شيء من علمها وذكرها ، أي لا تعلمها . ( إلى ربك منتهاها ) أي منتهى علمها عند الله .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية