الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ( الذين طغوا في البلاد ( 11 ) فأكثروا فيها الفساد ( 12 ) فصب عليهم ربك سوط عذاب ( 13 ) إن ربك لبالمرصاد ( 14 ) )

                                                                                                                                                                                                                                      ( الذين طغوا في البلاد ) يعني عادا وثمود وفرعون ، عملوا في الأرض بالمعاصي وتجبروا . ( فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب ) قال قتادة : يعني لونا من العذاب صبه عليهم ، قال أهل المعاني : هذا على الاستعارة ، لأن السوط عندهم غاية العذاب ، فجرى ذلك لكل نوع من العذاب . وقال الزجاج : جعل سوطه الذي ضربهم به العذاب .

                                                                                                                                                                                                                                      ( ( إن ربك لبالمرصاد ) قال ابن عباس : يعني بحيث يرى ويسمع ويبصر .

                                                                                                                                                                                                                                      قال الكلبي : عليه طريق العباد لا يفوته أحد . قال مقاتل : ممر الناس عليه ، والمرصاد ، والمرصد : الطريق .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : مرجع الخلق إلى حكمه وأمره وإليه مصيرهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الحسن وعكرمة : يرصد أعمال بني آدم . [ ص: 421 ]

                                                                                                                                                                                                                                      والمعنى : أنه لا يفوته شيء من أعمال العباد ، كما لا يفوت من هو بالمرصاد .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال السدي : أرصد الله النار على طريقهم حتى يهلكهم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية