الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ( أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم ولتتقوا ولعلكم ترحمون ( 63 ) فكذبوه فأنجيناه والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوما عمين ( 64 ) وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون ( 65 ) قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين ( 66 ) قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين ( 67 ) )

                                                                                                                                                                                                                                      ( أوعجبتم ) ألف استفهام دخلت على واو العطف ، ( أن جاءكم ذكر من ربكم ) قال ابن عباس رضي الله عنهما : موعظة . وقيل : بيان . وقيل : رسالة . ( على رجل منكم لينذركم ) عذاب الله إن لم تؤمنوا ، ( ولتتقوا ) أي : لكي تتقوا الله ، ( ولعلكم ترحمون ) لكي ترحموا .

                                                                                                                                                                                                                                      ( فكذبوه ) يعني : كذبوا نوحا ، ( فأنجيناه ) من الطوفان ، ( والذين معه في الفلك ) في [ ص: 242 ] السفينة ، ( وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوما عمين ) أي : كفارا ، قال ابن عباس : عميت قلوبهم عن معرفة الله . قال الزجاج : عموا عن الحق والإيمان ، يقال : رجل عم عن الحق وأعمى في البصر . وقيل : العمي والأعمى كالخضر والأخضر . قال مقاتل : عموات عن نزول العذاب بهم وهو الغرق .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ( وإلى عاد أخاهم هودا ) أي : وأرسلنا إلى عاد - وهو عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام - ، وهي عاد الأولى " أخاهم " في النسب لا في الدين " هودا " ، وهو هود بن عبد الله بن رباح بن الجلود بن عاد بن عوص . وقال ابن إسحاق : هو ابن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح ، ( قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون ) أفلا تخافون نقمته؟

                                                                                                                                                                                                                                      ( قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك ) يا هود ، ( في سفاهة ) في حمق وجهالة ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : تدعونا إلى دين لا نعرفه ، ( وإنا لنظنك من الكاذبين ) أنك رسول الله إلينا .

                                                                                                                                                                                                                                      ( قال ) هود ، ( يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين ) .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية