الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        5664 حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة وقمنا معه فقال أعرابي وهو في الصلاة اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم قال للأعرابي لقد حجرت واسعا يريد رحمة الله

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        الحديث الثالث حديث أبي هريرة أيضا في قصة الأعرابي الذي قال : " اللهم ارحمني ومحمدا " وقد تقدمت الإشارة إليه في كتاب الوضوء ، وأنه الذي بال في المسجد ، وأنه ذو الخويصرة اليماني ، وقيل : الأقرع بن حابس . وأخرج ابن ماجه وصححه ابن حبان من وجه آخر عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : " دخل الأعرابي المسجد فقال : اللهم اغفر لي ولمحمد ولا تغفر لأحد معنا ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : لقد احتظرت واسعا ثم تنحى الأعرابي فبال في ناحية المسجد " الحديث

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( لقد حجرت واسعا ، يريد رحمة الله ) حجرت بمهملة ثم جيم ثقيلة ثم راء أي ضيقت وزنا ومعنى ، ورحمة الله واسعة كما قال - تعالى - ، واتفقت الروايات على أن " حجرت " بالراء لكن نقل ابن التين أنها في رواية أبي ذر بالزاي ، قال وهما بمعنى ، والقائل " يريد رحمة الله " بعض رواته وكأنه أبو هريرة ، قال ابن بطال : أنكر - صلى الله عليه وسلم - على الأعرابي لكونه بخل برحمة الله على خلقه ، وقد أثنى الله - تعالى - على من فعل خلاف ذلك حيث قال : والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان وقوله في الرواية الأخرى احتظرت بحاء مهملة وظاء مشالة بمعنى امتنعت ، مأخوذ من الحظار بكسر أوله وهو الذي يمنع ما وراءه .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية