الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        7016 حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا الأعمش سمعت زيد بن وهب سمعت عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق أن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما أو أربعين ليلة ثم يكون علقة مثله ثم يكون مضغة مثله ثم يبعث إليه الملك فيؤذن بأربع كلمات فيكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد ثم ينفخ فيه الروح فإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينها وبينه إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينها وبينه إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل عمل أهل الجنة فيدخلها

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        الحديث الثاني : حديث ابن مسعود " حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق " وقد تقدم شرحه مستوفى في " كتاب القدر " والمراد منه هنا قوله " فيسبق عليه الكتاب " وفيه من البحث ما تقدم في الذي قبله ، ونقل ابن التين عن الداودي أنه قال : في هذا الحديث رد على من قال إن الله لم يزل متكلما بجميع كلامه لقوله : " فيؤمر بأربع كلمات " ؛ لأن الأمر بالكلمات إنما يقع عند التخليق ، وكذا قوله " ثم ينفخ فيه الروح " وهو إنما يقع بقوله " كن " وهو من كلامه سبحانه ، قال : ويرد قول من قال : إنه لو شاء لعذب أهل الطاعة ، ووجه الرد أنه ليس من صفة الحكيم أن يتبدل علمه ، وقد علم في الأزل من يرحم ومن يعذب ، وتعقبه ابن التين بأنهما كلام أهل السنة ولم يحتج لهم ، ووجه الرد على ما ادعاه الداودي أما الأول : فالآمر إنما هو الملك ويحمل على أنه يتلقاه من اللوح المحفوظ ، وأما الثاني : فالمراد لو قدر ذلك في الأزل لوقع فلا يلزم ما قال .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية