الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب من سأل وهو قائم عالما جالسا

                                                                                                                                                                                                        123 حدثنا عثمان قال أخبرنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن أبي موسى قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما القتال في سبيل الله فإن أحدنا يقاتل غضبا ويقاتل حمية فرفع إليه رأسه قال وما رفع إليه رأسه إلا أنه كان قائما فقال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله عز وجل

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( باب من سأل وهو قائم ) جملة حالية عن الفاعل . وقوله : عالما . مفعول ، وجالسا . صفة له ، والمراد أن العالم الجالس إذا سأله شخص قائم لا يعد من باب من أحب أن يتمثل له الرجال قياما . بل هذا جائز ، بشرط الأمن من الإعجاب . قاله ابن المنير .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حدثنا عثمان ) هو ابن أبي شيبة ، وجرير هو ابن عبد الحميد ، ومنصور هو ابن المعتمر ، وأبو وائل هو شقيق ، وأبو موسى هو الأشعري ، وكلهم كوفيون .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( قال وما رفع إليه رأسه ) ظاهره أن القائل هو أبو موسى ، ويحتمل أن يكون من دونه فيكون مدرجا في أثناء الخبر .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( من قاتل . . . إلخ ) هو من جوامع كلمه - صلى الله عليه وسلم - لأنه أجاب بلفظ جامع لمعنى السؤال مع الزيادة عليه ، وفي الحديث شاهد لحديث " الأعمال بالنيات " ، وأنه لا بأس بقيام طالب الحاجة عند أمن الكبر ، وأن الفضل الذي ورد في المجاهدين مختص بمن قاتل لإعلاء دين الله . وفيه استحباب إقبال المسئول على السائل . وسيأتي بقية الكلام عليه في كتاب الجهاد إن شاء الله تعالى .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية