الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب التحميد والتسبيح والتكبير قبل الإهلال عند الركوب على الدابة

                                                                                                                                                                                                        1476 حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أنس رضي الله عنه قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن معه بالمدينة الظهر أربعا والعصر بذي الحليفة ركعتين ثم بات بها حتى أصبح ثم ركب حتى استوت به على البيداء حمد الله وسبح وكبر ثم أهل بحج وعمرة وأهل الناس بهما فلما قدمنا أمر الناس فحلوا حتى كان يوم التروية أهلوا بالحج قال ونحر النبي صلى الله عليه وسلم بدنات بيده قياما وذبح رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة كبشين أملحين قال أبو عبد الله قال بعضهم هذا عن أيوب عن رجل عن أنس

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( باب التحميد والتسبيح والتكبير قبل الإهلال ) سقط من رواية المستملي لفظ التحميد ، والمراد بالإهلال هنا التلبية ، وقوله : " عند الركوب " أي بعد الاستواء على الدابة لا حال وضع الرجل مثلا في الركاب ، وهذا الحكم - وهو استحباب التسبيح وما ذكر معه قبل الإهلال - قل من تعرض لذكره مع ثبوته ، وقيل : أراد المصنف الرد على من زعم أنه يكتفى بالتسبيح وغيره عن التلبية ، ووجه ذلك أنه صلى الله عليه وسلم أتى بالتسبيح وغيره ثم لم يكتف به حتى لبى . ثم أورد المصنف حديث أنس ، وهو مشتمل على أحكام ، فتقدم منها ما يتعلق بقصر الصلاة وبالإحرام ، وسيأتي ما يتعلق بالقران قريبا .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ثم بات بها حتى أصبح ثم ركب ) ظاهره أن إهلاله كان بعد صلاة الصبح ، لكن عند مسلم من طريق أبي حسان ، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر بذي الحليفة ، ثم دعا بناقته ، فأشعرها ، ثم ركب راحلته ، فلما استوت به على البيداء أهل بالحج وللنسائي من طريق الحسن ، عن أنس [ ص: 482 ] أنه صلى الله عليه وسلم صلى الظهر بالبيداء ثم ركب ويجمع بينهما بأنه صلاها في آخر ذي الحليفة وأول البيداء ، والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ثم أهل بحج وعمرة ) يأتي الكلام عليه في " باب التمتع والقران " قريبا ، إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حتى كان يوم التروية ) بضم يوم ، لأن كان تامة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ونحر النبي صلى الله عليه وسلم بدنات بيده قياما ، وذبح بالمدينة كبشين أملحين . قال أبو عبد الله ) هو المصنف ( قال بعضهم : هذا عن أيوب عن رجل عن أنس ) هكذا وقع عند الكشميهني ، والبعض المبهم هنا ليس هو إسماعيل بن علية كما زعم بعضهم ، فقد أخرجه المصنف عن مسدد عنه في : " باب نحر البدن قائمة " . بدون هذه الزيادة ، ويحتمل أن يكون حماد بن سلمة ، فقد أخرجه الإسماعيلي من طريقه ، عن أيوب لكن صرح بذكر أبي قلابة ، ووهيب أيضا ثقة حجة ، فقد جعله من رواية أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أنس ، فعرف أنه المبهم ، وقد تابعه عبد الوهاب الثقفي على حديث ذبح الكبشين الأملحين عن أيوب ، عن أبي قلابة ، كما سيأتي في الأضاحي ، إن شاء الله تعالى .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية