الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب إذا رمى الجمرتين يقوم ويسهل مستقبل القبلة

                                                                                                                                                                                                        1664 حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا طلحة بن يحيى حدثنا يونس عن الزهري عن سالم عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات يكبر على إثر كل حصاة ثم يتقدم حتى يسهل فيقوم مستقبل القبلة فيقوم طويلا ويدعو ويرفع يديه ثم يرمي الوسطى ثم يأخذ ذات الشمال فيستهل ويقوم مستقبل القبلة فيقوم طويلا ويدعو ويرفع يديه ويقوم طويلا ثم يرمي جمرة ذات العقبة من بطن الوادي ولا يقف عندها ثم ينصرف فيقول هكذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يفعله

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( باب من رمى جمرة العقبة ولم يقف ، قاله ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ) سيأتي موصولا في الباب الذي بعده ، وعند أحمد من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده نحوه ، ولا نعرف فيه خلافا .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( باب إذا رمى الجمرتين يقوم مستقبل القبلة ويسهل ) المراد بالجمرتين ما سوى جمرة العقبة ، وهي التي يبدأ بها في الرمي في أول يوم ثم تصير أخيرة في كل يوم بعد ذلك .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حدثنا طلحة بن يحيى ) أي ابن النعمان بن أبي عياش الزرقي الأنصاري المدني نزيل بغداد ، [ ص: 682 ] وثقه ابن معين ، وقال أحمد : مقارب الحديث ، وقال أبو حاتم : ليس بقوي ، وزعم ابن طاهر أنه ليس له في البخاري سوى هذا الحديث . قلت : لكنه لم يحتج به على انفراده ، فقد استظهر له بمتابعة سليمان بن بلال في الباب الذي بعده ، وبمتابعة عثمان بن عمر أيضا كلاهما عن يونس كما سيأتي بعد باب ، وتابعهم عبد الله بن عمر النميري ، عن يونس عند الإسماعيلي .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( الجمرة الدنيا ) بضم الدال وبكسرها أي القريبة إلى جهة مسجد الخيف . وهي أول الجمرات التي ترمى من ثاني يوم النحر .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( يسهل ) بضم أوله وسكون المهملة أي يقصد السهل من الأرض وهو المكان المصطحب الذي لا ارتفاع فيه .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ثم يأخذ ذات الشمال ) أي يمشي إلى جهة شماله ( فيقوم طويلا ) في رواية سليمان " فيقوم قياما طويلا " ، وسيأتي الكلام فيه بعد باب .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ويرفع يديه ) أي في الدعاء .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ثم يرمي الوسطى ثم يأخذ ذات الشمال ) أي ليقف داعيا في مكان لا يصيبه الرمي ، وفي رواية سليمان " ثم يرمي الجمرة الوسطى كذلك فيأخذ ذات الشمال " وفي رواية عثمان " ثم ينحدر ذات اليسار مما يلي الوادي فيقف مستقبل القبلة " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ثم يرمي جمرة ذات العقبة ) هو نحو " يا نساء المؤمنات " أي يأتي الجمرة ذات العقبة ، وثبت كذلك في رواية سليمان ، وفي رواية عثمان بن عمر " ثم يأتي الجمرة التي عند العقبة " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ثم ينصرف ) في رواية سليمان " ولا يقف عندها " .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية