الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        1943 حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده قال قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه لما قدمنا المدينة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين سعد بن الربيع فقال سعد بن الربيع إني أكثر الأنصار مالا فأقسم لك نصف مالي وانظر أي زوجتي هويت نزلت لك عنها فإذا حلت تزوجتها قال فقال له عبد الرحمن لا حاجة لي في ذلك هل من سوق فيه تجارة قال سوق قينقاع قال فغدا إليه عبد الرحمن فأتى بأقط وسمن قال ثم تابع الغدو فما لبث أن جاء عبد الرحمن عليه أثر صفرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجت قال نعم قال ومن قال امرأة من الأنصار قال كم سقت قال زنة نواة من ذهب أو نواة من ذهب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أولم ولو بشاة

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن جده ) هو إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( قال قال عبد الرحمن بن عوف ) في رواية أبي نعيم في " المستخرج " من طريق يحيى الحماني عن إبراهيم بن سعد بسنده عن عبد الرحمن بن عوف فهو من مسند عبد الرحمن ، وقد أخرجه المصنف في " فضائل الأنصار " عن إسماعيل بن عبد الله وهو ابن أبي أويس عن إبراهيم بن سعد فقال : " عن أبيه عن جده قال لما قدموا المدينة آخى . . . إلخ " فهو من هذه الطريق مرسل ، وقد تبين لي بالطريق التي في هذا الباب أنه موصول .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( آخى ) تقدم في الصيام بيان وقت المؤاخاة في قصة سلمان وأبي الدرداء .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( سعد بن الربيع ) سأذكر ترجمته في " فضائل الأنصار " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( نزلت لك عنها ) أي : طلقتها لأجلك ، و " حلت " أي : انقضت عدتها . وسيأتي الكلام على هذا الحديث مستوفى في " الوليمة " من كتاب النكاح إن شاء الله تعالى ، قال ابن التين : كان هذا القول من سعد قبل أن يسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - الأنصار أن يكفوا المهاجرين العمل ويعطوهم نصف الثمرة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( قينقاع ) بفتح القاف وسكون التحتانية وضم النون بعدها قاف : قبيلة من اليهود نسب السوق إليهم ، وذكر ابن التين أنه ضبط قينقاع بكسر النون في أكثر نسخ القابسي وهو صواب أيضا ، وقد حكي فتحها أيضا ، صرف قينقاع على إرادة الحي ، وتركه على إرادة القبيلة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( تابع الغدو ) أي : داوم الذهاب إلى السوق للتجارة .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية