الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        3182 باب حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن نصر حدثنا أبو أسامة عن أبي حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتي النبي صلى الله عليه وسلم يوما بلحم فقال إن الله يجمع يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمس منهم فذكر حديث الشفاعة فيأتون إبراهيم فيقولون أنت نبي الله وخليله من الأرض اشفع لنا إلى ربك فيقول فذكر كذباته نفسي نفسي اذهبوا إلى موسى تابعه أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        الحديث الحادي عشر حديث أبي هريرة في الشفاعة ، ذكر طرفا منه ، والغرض منه قول أهل الموقف لإبراهيم : أنت نبي الله وخليله من الأرض . ووقع عند إسحاق بن راهويه ومن طريقه الحاكم في " المستدرك " من وجه آخر عن أبي زرعة عن أبي هريرة في هذا الحديث فيقولون يا إبراهيم أنت خليل الرحمن قد سمع بخلتك أهل السماوات والأرض وقد تقدم القول في معنى الخلة ، ويأتي شرح حديث الشفاعة في الرقاق .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( أمر بقتل الوزغ وقال كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام ) ووقع في حديث عائشة عند ابن ماجه وأحمد أن إبراهيم لما ألقي في النار لم يكن في الأرض دابة إلا أطفأت عنه ، إلا الوزغ فإنها كانت تنفخ عليه ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلها .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( تابعه أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم ) وصله المؤلف في التوحيد وفي غيره وسيأتي .

                                                                                                                                                                                                        [ ص: 456 ] [ ص: 457 ] [ ص: 458 ] [ ص: 459 ] ( تنبيه ) :

                                                                                                                                                                                                        وقع في رواية الحموي والكشميهني قبل حديث أبي هريرة هذا أي الذي برقم 3361 في أول هذا الباب ما صورته يزفون النسلان في المشي وفي رواية المستملي والباقين " باب " بغير ترجمة ، وسقط ذلك من رواية النسفي ، ووهم من وقع عنده " باب يزفون النسلان " فإنه كلام لا معنى له ، والذي يظهر ترجيح ما وقع عند المستملي ، وقوله : " باب " بغير ترجمة يقع عندهم كالفصل من الباب ، وتعلقه بما قبله واضح فإن الكل من ترجمة إبراهيم ، وأما تفسير هذه الكلمة من القرآن فإنها من جملة قصة إبراهيم عليه السلام مع قومه حين كسر أصنامهم قال الله تعالى : فأقبلوا إليه يزفون قال مجاهد : الوزيف النسلان أخرجه الطبري وابن أبي حاتم من طريق السدي قال : رجع إبراهيم عليه السلام إلى آلهتهم فإذا هي في بهو عظيم مستقبل باب البهو صنم عظيم إلى جنبه أصغر منه بعضها إلى جنب بعض ، فإذا هم قد جعلوا طعاما بين يدي الأصنام وقالوا : إذا رجعنا وجدنا الآلهة بركت في طعامنا فأكلنا ، فلما نظر إليهم إبراهيم قال : ألا تأكلون ما لكم لا تنطقون فأخذ حديدة فبقر كل صنم في حافتيه ثم علق الفأس في الصنم الأكبر ثم خرج ، فلما رجعوا جمعوا لإبراهيم الحطب حتى أن المرأة لتمرض فتقول لئن عافاني الله لأجمعن لإبراهيم حطبا . فلما جمعوا له وأكثروا من الحطب وأرادوا إحراقه قالت السماء والأرض والجبال والملائكة : ربنا خليلك إبراهيم يحرق قال : أنا أعلم به ، وإن دعاكم فأغيثوه . فقال إبراهيم : اللهم أنت الواحد في السماء وأنا الواحد في الأرض ليس أحد في الأرض يعبدك غيري ، حسبي الله ونعم الوكيل " انتهى . وأظن البخاري إن كانت الترجمة محفوظة أشار إلى هذا القدر فإنه يناسب قولهم في حديث الشفاعة أنت خليل الله من الأرض . الحديث الثاني عشر حديث ابن عباس في قصة إسماعيل وزمزم ، ساقه من ثلاثة طرق :




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية