الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        3209 حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني عروة أنه سأل عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أرأيت قوله حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا أو كذبوا قالت بل كذبهم قومهم فقلت والله لقد استيقنوا أن قومهم كذبوهم وما هو بالظن فقالت يا عرية لقد استيقنوا بذلك قلت فلعلها أو كذبوا قالت معاذ الله لم تكن الرسل تظن ذلك بربها وأما هذه الآية قالت هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم وطال عليهم البلاء واستأخر عنهم النصر حتى إذا استيأست ممن كذبهم من قومهم وظنوا أن أتباعهم كذبوهم جاءهم نصر الله قال أبو عبد الله استيأسوا استفعلوا من يئست منه من يوسف لا تيأسوا من روح الله معناه الرجاء

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        السابع حديث عائشة في تفسير قوله تعالى : حتى إذا استيأس الرسل وسيأتي شرحه في آخر تفسير سورة يوسف .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( استيأسوا استفعلوا من يئست ، منه من يوسف ) وقع في كثير من الروايات " افتعلوا " والصواب الأول . وفي تفسير ابن أبي حاتم من طريق ابن إسحاق فلما استيأسوا أي لما حصل لهم اليأس من يوسف .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ولا تيأسوا من روح الله معناه من الرجاء ) وروى ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن بشير عن قتادة " لا تيأسوا من روح الله أي من رحمة الله " .

                                                                                                                                                                                                        ( تنبيه ) :

                                                                                                                                                                                                        مطابقة هذا الحديث للترجمة وقوع الآية في سورة يوسف ودخوله هو في عموم قوله : وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم وكان مقامه في السجن تلك المدة الطويلة إلى أن جاءه النصر من عند الله [ ص: 484 ] تعالى بعد اليأس ، لأنه أمر الفتى الذي ظن أنه ناج أن يذكر قصته وأنه حبس ظلما ، فلم يذكرها إلا بعد سبع سنين وفي مثل هذا يحصل اليأس في العادة المطردة .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية