الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        3770 حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن يحيى عن نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما ذكر له أن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وكان بدريا مرض في يوم جمعة فركب إليه بعد أن تعالى النهار واقتربت الجمعة وترك الجمعة وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب قال حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أباه كتب إلى عمر بن عبد الله بن الأرقم الزهري يأمره أن يدخل على سبيعة بنت الحارث الأسلمية فيسألها عن حديثها وعن ما قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين استفتته فكتب عمر بن عبد الله بن الأرقم إلى عبد الله بن عتبة يخبره أن سبيعة بنت الحارث أخبرته أنها كانت تحت سعد بن خولة وهو من بني عامر بن لؤي وكان ممن شهد بدرا فتوفي عنها في حجة الوداع وهي حامل فلم تنشب أن وضعت حملها بعد وفاته فلما تعلت من نفاسها تجملت للخطاب فدخل عليها أبو السنابل بن بعكك رجل من بني عبد الدار فقال لها ما لي أراك تجملت للخطاب ترجين النكاح فإنك والله ما أنت بناكح حتى تمر عليك أربعة أشهر وعشر قالت سبيعة فلما قال لي ذلك جمعت علي ثيابي حين أمسيت وأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن ذلك فأفتاني بأني قد حللت حين وضعت حملي وأمرني بالتزوج إن بدا لي تابعه أصبغ عن ابن وهب عن يونس وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب وسألناه فقال أخبرني محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان مولى بني عامر بن لؤي أن محمد بن إياس بن البكير وكان أبوه شهد بدرا أخبره

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن يحيى ) هو ابن سعيد الأنصاري .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ذكر له ) بضم أوله ولم أقف على اسم ذاكر ذلك ، والغرض منه قوله : " وكان بدريا " وإنما نسب إلى بدر وإن كان لم يحضر القتال ؛ لأنه كان ممن ضرب له النبي - صلى الله عليه وسلم - بسهم ، كما تقدم قريبا ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثه هو وطلحة يتجسسان الأخبار ، فوقع القتال قبل أن يرجعا ، فألحقهما النبي - صلى الله عليه وسلم - بمن شهدها وضرب لهما بسهميهما وأجرهما .

                                                                                                                                                                                                        الحديث الثامن .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال الليث : حدثني يونس إلخ ) يأتي شرحه مستوفى في العدد من كتاب النكاح ، والغرض منه ذكر سعد بن خولة وأنه شهد بدرا ، وقد وصل طريق الليث هذه قاسم بن أصبغ في مصنفه فأخرجه عن مطلب بن شهيب عن عبد الله بن صالح عن الليث بتمامه .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( تابعه أصبغ عن ابن وهب ) وصله الإسماعيلي من طريق محمد بن عبد الملك بن زنجويه عن أصبغ بن الفرج .

                                                                                                                                                                                                        الحديث التاسع :

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال الليث ) وصله المصنف في " التاريخ الكبير " قال : " قال لنا عبد الله بن صالح أنبأنا الليث " فذكره بتمامه .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وسألناه فقال : حدثه ) في رواية الكشميهني " حدثني " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( البكير ) بالتصغير وضبط أيضا بكسر الموحدة وبتشديد الكاف .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وكان أبوه شهد بدرا ) زاد في التاريخ أنه سأل أبا هريرة وابن عباس وعبد الله بن عمر ، و " مثله " يعني مثل حديث قبله إذا طلق ثلاثا لم تصلح له المرأة فاقتصر المصنف من الحديث على موضع حاجته منه وهي قوله : " وكان أبوه شهد بدرا " وقد روى هذا الحديث قتيبة عن الليث عن ابن شهاب بغير واسطة وساقه مطولا ، والله أعلم .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية