الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب شهود الملائكة بدرا

                                                                                                                                                                                                        3771 حدثني إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن يحيى بن سعيد عن معاذ بن رفاعة بن رافع الزرقي عن أبيه وكان أبوه من أهل بدر قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما تعدون أهل بدر فيكم قال من أفضل المسلمين أو كلمة نحوها قال وكذلك من شهد بدرا من الملائكة [ ص: 363 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 363 ] قوله : ( باب شهود الملائكة بدرا ) تقدم القول في ذلك قبل بابين ، وأخرج يونس بن بكير في زيادات المغازي والبيهقي من طريق الربيع بن أنس قال : " كان الناس يوم بدر يعرفون قتلى الملائكة من قتلى الناس بضرب فوق الأعناق وعلى البنان مثل وسم النار " وفي مسند إسحاق " عن جبير بن مطعم قال : رأيت قبل هزيمة القوم ببدر مثل النجاد الأسود أقبل من السماء كالنمل فلم أشك أنها الملائكة ، فلم يكن إلا هزيمة القوم " وعند مسلم من حديث ابن عباس بينما رجل مسلم يشتد في أثر رجل مشرك إذ سمع ضربة بالسوط فوقه وصوت الفارس - الحديث وفيه - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ذلك مدد من السماء الثالثة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( يحيى بن سعيد ) هو الأنصاري .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن معاذ بن رفاعة ) أورده عنه من ثلاثة طرق ، ففي رواية جرير معاذ عن أبيه وهذه موصولة ، وفي رواية حماد وهو ابن زيد معاذ بن رفاعة بن رافع وكان رفاعة من أهل بدر إلخ . وهذا صورته مرسل ولكن عند التأمل يظهر أن فيه رواية لمعاذ بن رفاعة بن رافع عن أبيه عن جده ، ورواية يزيد وهو ابن هارون وهي الثالثة قال فيها معاذ : " إن ملكا سأله " وهذا ظاهره الإرسال ، لكن أفاد التصريح بسماع يحيى بن سعيد للحديث من معاذ ، ولهذا قال الإسماعيلي : هذا الحديث وصله عن يحيى بن سعيد وجرير بن عبد الحميد ، وتابعه يحيى بن أيوب فأرسله عنه حماد بن زيد ويزيد بن هارون وقوله في آخره : " وعن يحيى أن يزيد بن الهاد حدثه " يستفاد منه أن تسمية الملك السائل جبريل إنما تلقاها يحيى بن سعيد من يزيد بن الهاد عن معاذ ، فيقتضي ذلك أن في رواية جرير الجزم بتسميته في رواية يحيى بن سعيد إدراجا .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية