الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        3816 حدثنا محمد بن عبد الرحيم أخبرنا زكرياء بن عدي أخبرنا ابن المبارك عن حيوة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى أحد بعد ثماني سنين كالمودع للأحياء والأموات ثم طلع المنبر فقال إني بين أيديكم فرط وأنا عليكم شهيد وإن موعدكم الحوض وإني لأنظر إليه من مقامي هذا وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها قال فكانت آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        الأول حديث عقبة بن عامر قال : " صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قتلى أحد " الحديث ، وهو متعلق بقوله تعالى : ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله وقوله : " بعد ثمان سنين " فيه تجوز تقدم بيانه في " باب الصلاة على الشهداء " من كتاب الجنائز . وقوله : ثم طلع المنبر فقال : إني بين أيديكم فرط " وقد وقع في مرسل أيوب بن بشر من رواية الزهري عنه عند ابن أبي شيبة " خرج عاصبا رأسه حتى جلس على المنبر ، ثم كان أول ما تكلم به أنه صلى على أصحاب أحد واستغفر لهم فأكثر الصلاة عليهم " وهذا يحمل على أن المراد أول ما تكلم به أي عند خروجه قبل أن يصعد المنبر .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( كالمودع للأحياء والأموات ) تابع حيوة بن شريح على هذه الزيادة عن يزيد بن أبي حبيب يحيى بن أيوب عند مسلم ولفظه " ثم صعد المنبر كالمودع للأحياء والأموات " وتوديع الأحياء ظاهر ؛ لأن سياقه يشعر بأن ذلك كان في آخر حياته - صلى الله عليه وسلم - وأما توديع الأموات فيحتمل أن يكون الصحابي أراد بذلك انقطاع زيارته الأموات بجسده ؛ لأنه بعد موته وإن كان حيا فهي حياة أخروية لا تشبه الحياة الدنيا ، والله أعلم . ويحتمل أن يكون المراد بتوديع الأموات ما أشار إليه في حديث عائشة من الاستغفار لأهل البقيع ، وقد سبق شرح هذا الحديث في الجنائز وفي علامات النبوة ، وتأتي بقيته في كتاب الرقاق إن شاء الله تعالى .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية