الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        3876 حدثني عمرو بن علي حدثنا أبو عاصم أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان أخبرنا سعيد بن ميناء قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال لما حفر الخندق رأيت بالنبي صلى الله عليه وسلم خمصا شديدا فانكفأت إلى امرأتي فقلت هل عندك شيء فإني رأيت برسول الله صلى الله عليه وسلم خمصا شديدا فأخرجت إلي جرابا فيه صاع من شعير ولنا بهيمة داجن فذبحتها وطحنت الشعير ففرغت إلى فراغي وقطعتها في برمتها ثم وليت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لا تفضحني برسول الله صلى الله عليه وسلم وبمن معه فجئته فساررته فقلت يا رسول الله ذبحنا بهيمة لنا وطحنا صاعا من شعير كان عندنا فتعال أنت ونفر معك فصاح النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أهل الخندق إن جابرا قد صنع سورا فحي هلا بهلكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينكم حتى أجيء فجئت وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدم الناس حتى جئت امرأتي فقالت بك وبك فقلت قد فعلت الذي قلت فأخرجت له عجينا فبصق فيه وبارك ثم عمد إلى برمتنا فبصق وبارك ثم قال ادع خابزة فلتخبز معي واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها وهم ألف فأقسم بالله لقد أكلوا حتى تركوه وانحرفوا وإن برمتنا لتغط كما هي وإن عجيننا ليخبز كما هو

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( أبو عاصم ) هو الضحاك بن مخلد شيخ البخاري ، وقد روى عنه هنا بواسطة ، وهو من كبار شيوخه ، فكأن هذا فاته سماعه منه كغيره من الأحاديث التي يدخل بينه وبينه فيها واسطة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( خمصا ) بمعجمة وميم مفتوحتين وصاد مهملة وقد تسكن الميم وهو خموص البطن .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فانكفيت ) بفاء مفتوحة بعدها تحتانية ساكنة أي انقلبت ، وأصله انكفأت بهمزة وكأنه سهلها .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( إن جابرا قد صنع سورا ) بضم المهملة وسكون الواو بغير همز ، هو هنا الصنيع بالحبشية وقيل : العرس بالفارسية ، ويطلق أيضا على البناء الذي يحيط بالمدينة ، وأما الذي بالهمز فهو البقية .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فحي هلا بكم ) هي كلمة استدعاء فيها حث ، أي هلموا مسرعين . ووقع في رواية القابسي " أهلا بكم " بزيادة ألف والصواب حذفها .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وهم ألف ) أي الذين أكلوا ، وفي رواية أبي نعيم في " المستخرج " فأخبرني أنهم كانوا تسعمائة أو ثمانمائة ، وفي رواية عبد الواحد بن أيمن عند الإسماعيلي " كانوا ثمانمائة أو ثلاثمائة " وفي رواية أبي الزبير " كانوا ثلاثمائة " والحكم للزائد لمزيد علمه ؛ لأن القصة متحدة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وانحرفوا ) أي مالوا عن الطعام .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( لتغط ) بكسر الغين المعجمة وتشديد الطاء المهملة أي تغلي وتفور .

                                                                                                                                                                                                        [ ص: 462 ] الحديث السادس .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية