الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        4052 حدثني عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة قالت كان عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد أن يقبض ابن وليدة زمعة وقال عتبة إنه ابني فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة في الفتح أخذ سعد بن أبي وقاص ابن وليدة زمعة فأقبل به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل معه عبد بن زمعة فقال سعد بن أبي وقاص هذا ابن أخي عهد إلي أنه ابنه قال عبد بن زمعة يا رسول الله هذا أخي هذا ابن زمعة ولد على فراشه فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ابن وليدة زمعة فإذا أشبه الناس بعتبة بن أبي وقاص فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو لك هو أخوك يا عبد بن زمعة من أجل أنه ولد على فراشه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجبي منه يا سودة لما رأى من شبه عتبة بن أبي وقاص قال ابن شهاب قالت عائشة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الولد للفراش وللعاهر الحجر وقال ابن شهاب وكان أبو هريرة يصيح بذلك

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        الحديث الرابع والخامس حديث عائشة في قصة ابن وليدة زمعة ، وسيأتي شرحه في كتاب الفرائض إن شاء الله تعالى . وفي آخره حديث أبي هريرة في معنى قوله : " الولد للفراش " والغرض منه هنا الإشارة إلى أن هذه القصة وقعت في فتح مكة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال الليث حدثني يونس ) وصله الذهلي في " الزهريات " وساقه المصنف هنا على لفظ يونس ، وأورده مقرونا بطريق مالك وفيه مخالفة شديدة له ، وسأبين ذلك عند شرحه ، وقد عابه الإسماعيلي وقال : قرن بين روايتي مالك ويونس مع شدة اختلافهما ، ولم يبين ذلك .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( قال ابن شهاب قالت عائشة ) كذا هنا ، وهذا القدر موصول في رواية مالك بذكر عروة فيه ، وفي قوله : " هو أخوك يا عبد بن زمعة " رد لمن زعم أن قوله : " هو لك يا عبد بن زمعة " أن اللام فيه للملك فقال : أي هو لك عبد .

                                                                                                                                                                                                        [ ص: 619 ] قوله : ( وقال ابن شهاب وكان أبو هريرة يصيح بذلك ) أي يعلن بهذا الحديث [1] ، وهذا موصول إلى ابن شهاب ومنقطع بين ابن شهاب وأبي هريرة ، وهو حديث مستقل أغفل المزي التنبيه عليه في " الأطراف " وقد أخرج مسلم والترمذي والنسائي من طريق سفيان بن عيينة ومسلم أيضا من طريق معمر كلاهما عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب ، زاد معمر " وأبي سلمة بن عبد الرحمن كلاهما عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : الولد للفراش وللعاهر الحجر وفي رواية لمسلم عن ابن عيينة عن سعيد وأبي سلمة معا ; وفي أخرى عن سعيد أو أبي سلمة . قال الدارقطني في " العلل " : هو محفوظ لابن شهاب عنهما . قلت : وسيأتي في الفرائض من وجه آخر عن أبي هريرة باختصار ، لكن من غير طريق ابن شهاب ، فلعل هذا الاختلاف هو السبب في ترك إخراج البخاري لحديث أبي هريرة من طريق ابن شهاب .

                                                                                                                                                                                                        الحديث السادس .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية