الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        4090 حدثني حبان أخبرنا عبد الله عن زكرياء بن إسحاق عن يحيى بن عبد الله بن صيفي عن أبي معبد مولى ابن عباس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن إنك ستأتي قوما من أهل الكتاب فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإن هم طاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم طاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم فإن هم طاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب قال أبو عبد الله طوعت طاعت وأطاعت لغة طعت وطعت وأطعت

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حدثني حبان ) بكسر أوله ثم موحدة ثم نون ابن موسى ، وعبد الله هو ابن المبارك .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حين بعثه إلى اليمن ) تقدم بيان الوقت الذي بعثه فيه وما فيه من اختلاف في أواخر كتاب الزكاة مع بقية شرح الحديث مستوفى ، ولله الحمد .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( قال أبو عبد الله : طوعت طاعت وأطاعت ) وقع هذا وما بعده لغير أبي ذر والنسفي ، وأراد بذلك تفسير قوله تعالى : فطوعت له نفسه قتل أخيه على عادته في تفسير اللفظة الغريبة من القرآن إذا وافقت لفظة من الحديث ، والذي وقع في حديث معاذ " فإن هم أطاعوا " فإن عند بعض رواته كما ذكره ابن التين " فإن هم طاعوا " بغير ألف ، وقد قرأ الحسن البصري وطائفة معه " فطاوعت له نفسه " قال ابن التين : إذا امتثل أمره فقد أطاعه ، وإذا وافقه فقد طاوعه ، قال الأزهري : الطوع نقيض الكره ، وطاع له انقاد ، فإذا مضى لأمره فقد أطاعه . وقال يعقوب بن السكيت : طاع وأطاع بمعنى . وقال الأزهري أيضا : منهم من يقول : طاع له يطوع طوعا فهو طائع بمعنى أطاع . والحاصل أن طاع وأطاع استعمل كل منهما لازما ومتعديا إما بمعنى واحد مثل ( بدأ الله الخلق ) وأبدأه ، أو دخلت الهمزة للتعدية وفي اللازم للصيرورة ، أو ضمن المتعدي بالهمزة معنى فعل آخر لازم ؛ لأن كثيرا من أهل العلم باللغة فسروا أطاع بمعنى لان وانقاد ، وهو اللائق في حديث معاذ هنا ، وإن كان الغالب في الرباعي التعدي وفي الثلاثي اللزوم ، وهذا أولى من دعوى فعل وأفعل بمعنى واحد لكونه قليلا ، وأولى من دعوى أن اللام في قوله : " فإن هم أطاعوا لك " زائدة ، وقد تقدم شيء من هذا في شرح الحديث في الزكاة . وقوله بعد ذلك : " طعت طعت وأطعت " : الأول بالضم والثانية بالكسر والثالثة بالفتح بزيادة ألف في أوله .

                                                                                                                                                                                                        الحديث الخامس .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية