الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا وقال ابن عباس شقاق تفاسد وأحضرت الأنفس الشح هواه في الشيء يحرص عليه كالمعلقة لا هي أيم ولا ذات زوج نشوزا بغضا

                                                                                                                                                                                                        4325 حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا قالت الرجل تكون عنده المرأة ليس بمستكثر منها يريد أن يفارقها فتقول أجعلك من شأني في حل فنزلت هذه الآية في ذلك

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا كذا للجميع بغير باب .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال ابن عباس : شقاق : تفاسد ) وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، وقال غيره : الشقاق العداوة لأن كلا من المتعاديين في شق خلاف شق صاحبه .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وأحضرت الأنفس الشح ، قال : هواه في الشيء يحرص عليه ) وصله ابن أبي حاتم أيضا بهذا الإسناد [ ص: 115 ] عن ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( كالمعلقة لا هـي أيم ولا ذات زوج ) وصله ابن أبي حاتم بإسناد صحيح من طريق يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى فتذروها كالمعلقة : قال لا هـي أيم ولا ذات زوج انتهى ، والأيم بفتح الهمزة وتشديد التحتانية هي التي لا زوج لها .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( نشوزا بغضا ) وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله : وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا قال يعني البغض ، وقال الفراء : النشوز يكون من قبل المرأة والرجل ، وهو هنا من قبل الرجل .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عبد الله ) هو ابن المبارك

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( قالت : الرجل تكون عنده المرأة ليس بمستكثر منها ) أي في المحبة والمعاشرة والملازمة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فتقول : أجعلك من شأني في حل ) أي وتتركني من غير طلاق .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فنزلت في ذلك ) زاد أبو ذر عن غير المستملي وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا الآية ، وعن علي " نزلت في المرأة تكون عند الرجل تكره مفارقته ، فيصطلحان على أن يجيئها كل ثلاثة أيام أو أربعة " وروى الحاكم من طريق ابن المسيب عن رافع بن خديج " أنه كانت تحته امرأة ، فتزوج عليها شابة ، فآثر البكر عليها ، فنازعته فطلقها ثم قال لها إن شئت راجعتك وصبرت ، فقالت : راجعني ، فراجعها ، ثم لم تصبر فطلقها " قال : فذلك الصلح الذي بلغنا أن الله أنزل فيه هذه الآية . وروى الترمذي من طريق سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال " خشيت سودة أن يطلقها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت : يا رسول الله لا تطلقني ، واجعل يومي لعائشة ففعل ، ونزلت هذه الآية " وقال : حسن غريب . قلت : وله شاهد في الصحيحين من حديث عائشة بدون ذكر نزول الآية .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية