الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        4569 حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم قال الله تبارك وتعالى للجنة أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منهما ملؤها فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول قط قط فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض ولا يظلم الله عز وجل من خلقه أحدا وأما الجنة فإن الله عز وجل ينشئ لها خلقا

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله في الطريق الثالثة ( أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة ) وقع في مصنف عبد الرزاق في آخره " قال معمر وأخبرني أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله " وأخرجه مسلم بالوجهين .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( تحاجت ) أي تخاصمت .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( بالمتكبرين والمتجبرين ) قيل هما بمعنى ، وقيل المتكبر المتعاظم بما ليس فيه والمتجبر الممنوع الذي لا يوصل إليه وقيل الذي لا يكترث بأمر .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ضعفاء الناس وسقطهم ) بفتحتين أي المحتقرون بينهم الساقطون من أعينهم ، هذا بالنسبة إلى ما عند الأكثر من الناس ، وبالنسبة إلى ما عند الله هم عظماء رفعاء الدرجات ، لكنهم بالنسبة إلى ما عند أنفسهم لعظمة الله عندهم وخضوعهم له في غاية التواضع لله والذلة في عباده ، فوصفهم بالضعف والسقط بهذا المعنى صحيح ، أو المراد بالحصر في قول الجنة " إلا ضعفاء الناس " الأغلب ، قال النووي : هذا الحديث على ظاهره ، وإن الله يخلق في الجنة والنار تمييزا يدركان به ويقدران على المراجعة والاحتجاج ، ويحتمل أن يكون بلسان الحال ، وسيأتي مزيدا لهذا في " باب قوله إن رحمة الله قريب من المحسنين " من كتاب التوحيد إن شاء الله تعالى .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية