الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        4612 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال الزهري حدثناه قال حدثني أبو إدريس سمع عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال أتبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تزنوا ولا تسرقوا وقرأ آية النساء وأكثر لفظ سفيان قرأ الآية فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب فهو كفارة له ومن أصاب منها شيئا من ذلك فستره الله فهو إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له تابعه عبد الرزاق عن معمر في الآية

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        الحديث الثالث : قوله : قال الزهري حدثناه هو من تقديم الاسم على الصيغة ، والضمير للحديث الذي يريد أن يذكره .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقرأ آية النساء ) أي آية بيعة النساء وهي يا أيها النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا الآية ، وقد قدمت في كتاب الإيمان بيان وقت هذه المبايعة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وأكثر لفظ سفيان قرأ الآية ) وللكشميهني " قرأ في الآية " والأول أولى .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ومن أصاب منها ) أي من الأشياء التي توجب الحد ، في رواية الكشميهني " من ذلك شيئا " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( تابعه عبد الرزاق عن معمر ) زاد المستملي " في الآية " ، ووصله مسلم عن عبد بن حميد عن عبد الرزاق عقب رواية سفيان وقال في آخره " وزاد الحديث : فتلا علينا آية النساء أن لا يشركن بالله شيئا " وقد تقدم شرحه ومباحثه في كتاب الإيمان مستوفى . وقوله " ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن " فيه عدة أقوال : منها أن المراد بما بين الأيدي ما يكتسب بها وكذا الأرجل ، الثاني هما كناية عن الدنيا والآخرة ، وقيل عن الأعمال الظاهرة والباطنة ، وقيل الماضي والمستقبل ، وقيل ما بين الأيدي كسب العبد بنفسه وبالأرجل كسبه بغيره ، وقيل غير ذلك .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية