الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب وإذا رأوا تجارة أو لهوا

                                                                                                                                                                                                        4616 حدثني حفص بن عمر حدثنا خالد بن عبد الله حدثنا حصين عن سالم بن أبي الجعد وعن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال أقبلت عير يوم الجمعة ونحن مع النبي صلى الله عليه وسلم فثار الناس إلا اثني عشر رجلا فأنزل الله وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : باب وإذا رأوا تجارة أو لهوا كذا لأبي ذر ، ولغيره " وإذا رأوا تجارة " حسب . قال ابن عطية : قال : انفضوا إليها ولم يقل إليهما اهتماما بالأهم إذ كانت هي سبب اللهو من غير عكس . كذا قيل ، وفيه نظر لأن [ ص: 512 ] العطف ب " أو " لا يثنى معه الضمير ، لكن يمكن أن يدعى أن " أو " هنا بمعنى الواو على تقدير أن تكون " أو " على بابها ، فحقه أن يقول جيء بضمير التجارة دون ضمير اللهو للمعنى الذي ذكره ، وقد تقدم بيان اختلاف النقلة في سبب انفضاضهم في كتاب الجمعة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حدثني حفص بن عمر ) هو الحوضي .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حدثنا حصين ) بالتصغير هو ابن عبد الرحمن .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن سالم بن أبي الجعد وعن أبي سفيان عن جابر ) يعني كلاهما عن جابر ، وقد تقدم في الصلاة من طريق زائدة عن حصين عن سالم وحده قال : " حدثنا جابر " والاعتماد على سالم ، وأما أبو سفيان واسمه طلحة بن نافع فليس على شرطه ، وإنما أخرج له مقرونا ، وقد تقدم له حديث في مناقب سعد بن معاذ قرنه بسالم أيضا ، وأخرج له حديثين آخرين في الأشربة مقرونين بأبي صالح عن جابر ، وهذا جميع ما له عنده .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( أقبلت عير ) بكسر المهملة وسكون التحتانية تقدم الكلام عليها في كتاب الجمعة مع بقية شرح هذا الحديث ولله الحمد .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فثار الناس إلا اثني عشر رجلا ) وقع عند الطبري من طريق قتادة " إلا اثني عشر رجلا وامرأة " وهو أصح مما روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال : " لم يبق معه إلا رجلان وامرأة " ووقع في الكشاف أن الذين بقوا ثمانية أنفس وقيل أحد عشر وقيل اثنا عشر وقيل أربعون ، والقولان الأولان لا أصل لهما فيما وقفت عليه ، وقد مضى استيفاء القول في هذا أيضا في كتاب الجمعة .

                                                                                                                                                                                                        63 - سورة المنافقين بسم الله الرحمن الرحيم



                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية