الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يأكل حتى يسمى له فيعلم ما هو

                                                                                                                                                                                                        5076 حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري قال أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري أن ابن عباس أخبره أن خالد بن الوليد الذي يقال له سيف الله أخبره أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ميمونة وهي خالته وخالة ابن عباس فوجد عندها ضبا محنوذا قد قدمت به أختها حفيدة بنت الحارث من نجد فقدمت الضب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قلما يقدم يده لطعام حتى يحدث به ويسمى له فأهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم يده إلى الضب فقالت امرأة من النسوة الحضور أخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قدمتن له هو الضب يا رسول الله فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده عن الضب فقال خالد بن الوليد أحرام الضب يا رسول الله قال لا ولكن لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه قال خالد فاجتررته فأكلته ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلي [ ص: 445 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 445 ] قوله ( باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يأكل حتى يسمى له فيعلم ما هـو ) كذا في جميع النسخ التي وقفت عليها بالإضافة ، وشرحه الزركشي على أنه " باب " بالتنوين فقال قال ابن التين : إنما كان يسأل لأن العرب كانت لا تعاف شيئا من المآكل لقلتها عندهم ، وكان هو صلى الله عليه وسلم قد يعاف بعض الشيء فلذلك كان يسأل . قلت : ويحتمل أن يكون سبب السؤال أنه صلى الله عليه وسلم ما كان يكثر الكون في البادية فلم يكن له خبرة بكثير من الحيوانات ، أو لأن الشرع ورد بتحريم بعض الحيوانات وإباحة بعضها وكانوا لا يحرمون منها شيئا ، وربما أتوا به مشويا أو مطبوخا فلا يتميز عن غيره إلا بالسؤال عنه .

                                                                                                                                                                                                        ثم حديث ابن عباس في قصة الضب ، سيأتي شرحه في كتاب الصيد والذبائح . ووقع فيه " فقالت امرأة من النسوة الحضور " كذا وقع بلفظ جمع المذكر ، وكأنه باعتبار الأشخاص ، وفيه " أخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قدمتن له " وهذه المرأة ورد التصريح بأنها ميمونة أم المؤمنين في رواية الطبراني ولفظه " فقالت ميمونة : أخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هـو ، فلما أخبروه تركه " وعند مسلم من وجه آخر عن ابن عباس " فقالت ميمونة : يا رسول الله إنه لحم ضب ، فكف يده " .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية