الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب نهي المأموم عن جهره بالقراءة خلف إمامه

                                                                                                                398 حدثنا سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد كلاهما عن أبي عوانة قال سعيد حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن عمران بن حصين قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر أو العصر فقال أيكم قرأ خلفي بسبح اسم ربك الأعلى فقال رجل أنا ولم أرد بها إلا الخير قال قد علمت أن بعضكم خالجنيها

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                فيه قوله : صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الظهر أو العصر فقال أيكم قرأ خلفي سبح اسم ربك الأعلى فقال رجل : أنا ولم أرد بها إلا الخير قال : قد علمت أن بعضكم خالجنيها وفي الروايتين الأخيرتين أنه كان في صلاة الظهر بلا شك . ( خالجنيها ) أي نازعنيها ومعنى هذا الكلام الإنكار عليه ، [ ص: 84 ] والإنكار في جهره أو رفع صوته بحيث أسمع غيره لا عن أصل القراءة ، بل فيه أنهم كانوا يقرءون بالسورة في الصلاة السرية ، وفيه إثبات قراءة السورة في الظهر للإمام وللمأموم ، وهذا الحكم عندنا ولنا وجه شاذ ضعيف أنه لا يقرأ المأموم السورة في السرية كما لا يقرؤها في الجهرية ، وهذا غلط لأنه في الجهرية يؤمر بالإنصات ، وهنا لا يسمع فلا معنى لسكوته من غير استماع ولو كان في الجهرية بعيدا عن الإمام لا يسمع قراءته فالأصح أنه يقرأ السورة لما ذكرناه . والله أعلم .

                                                                                                                قوله : ( عن قتادة عن زرارة ) وفي الرواية الثانية ( عن قتادة قال : سمعت زرارة ) فيه فائدة وهي أن قتادة - رحمه الله تعالى - مدلس وقد قال في الرواية الأولى ( عن ) المدلس لا يحتج بعنعنته إلا أن يثبت سماعه لذلك الحديث ممن عنعن عنه في طريق آخر وقد سبق التنبيه على هذا في مواطن كثيرة . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية