الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                560 حدثنا محمد بن عباد حدثنا حاتم هو ابن إسمعيل عن يعقوب بن مجاهد عن ابن أبي عتيق قال تحدثت أنا والقاسم عند عائشة رضي الله عنها حديثا وكان القاسم رجلا لحانة وكان لأم ولد فقالت له عائشة ما لك لا تحدث كما يتحدث ابن أخي هذا أما إني قد علمت من أين أتيت هذا أدبته أمه وأنت أدبتك أمك قال فغضب القاسم وأضب عليها فلما رأى مائدة عائشة قد أتي بها قام قالت أين قال أصلي قالت اجلس قال إني أصلي قالت اجلس غدر إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا صلاة بحضرة الطعام ولا هو يدافعه الأخبثان حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وابن حجر قالوا حدثنا إسمعيل وهو ابن جعفر أخبرني أبو حزرة القاص عن عبد الله بن أبي عتيق عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله ولم يذكر في الحديث قصة القاسم

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( وكان لحانة ) هو بفتح اللام وتشديد الحاء ، أي : كثير اللحن في كلامه . قال القاضي : ورواه بعضهم ( لحنة ) بضم اللام وإسكان الحاء وهو بمعنى ( لحانة ) .

                                                                                                                قوله : ( ابن أبي عتيق ) هو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه . والقاسم هو القاسم بن محمد أبي بكر الصديق رضي الله عنه .

                                                                                                                قوله : ( فغضب وأضب ) هو بفتح الهمزة والضاد المعجمة وتشديد الباء الموحدة أي حقد .

                                                                                                                [ ص: 210 ] قولها : ( اجلس غدر ) هو بضم الغين المعجمة وفتح الدال ، أي يا غادر . قال أهل اللغة : الغدر : ترك الوفاء ، ويقال لمن غدر : غادر ، وغدر . وأكثر ما يستعمل في النداء بالشتم . وإنما قالت له : ( غدر ) ، لأنه مأمور باحترامها ؛ لأنها أم المؤمنين وعمته وأكبر منه وناصحة له ومؤدبة ، فكان حقه أن يحتملها ولا يغضب عليها .

                                                                                                                قوله : ( أخبرني أبو حزرة ) هو بحاء مهملة مفتوحة ثم زاي ساكنة ثم راء . واسمه يعقوب بن مجاهد ، وهو يعقوب بن مجاهد المذكور في الإسناد الأول ، ويقال : كنيته أبو يوسف ، وأما أبو حزرة فلقب له . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية