الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                572 وحدثنا ابن نمير حدثنا ابن إدريس عن الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم عن علقمة أنه صلى بهم خمسا ح حدثنا عثمان بن أبي شيبة واللفظ له حدثنا جرير عن الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم بن سويد قال صلى بنا علقمة الظهر خمسا فلما سلم قال القوم يا أبا شبل قد صليت خمسا قال كلا ما فعلت قالوا بلى قال وكنت في ناحية القوم وأنا غلام فقلت بلى قد صليت خمسا قال لي وأنت أيضا يا أعور تقول ذاك قال قلت نعم قال فانفتل فسجد سجدتين ثم سلم ثم قال قال عبد الله صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا فلما انفتل توشوش القوم بينهم فقال ما شأنكم قالوا يا رسول الله هل زيد في الصلاة قال لا قالوا فإنك قد صليت خمسا فانفتل ثم سجد سجدتين ثم سلم ثم قال إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون وزاد ابن نمير في حديثه فإذا نسي أحدكم فليسجد سجدتين

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( حدثنا ابن نمير قال : حدثنا ابن إدريس . . . إلى آخره ) وقال في الإسناد الآخر : حدثنا عثمان بن أبي شيبة إلى آخره . هذان الإسنادان كلهم كوفيون .

                                                                                                                قوله : ( وأنت يا أعور ) فيه : دليل على جواز قول مثل هذا الكلام لقرابته وتلميذه وتابعه إذا لم يتأذ به . قال القاضي : إبراهيم بن يزيد النخعي الكوفي ، وإبراهيم بن سويد النخعي الأعور الآخر ، وزعم الداودي أنه إبراهيم بن يزيد التيمي وهو وهم ؛ فإنه ليس بأعور ، وثلاثتهم كوفيون فضلاء .

                                                                                                                قال البخاري : ابن يزيد النخعي الأعور الكوفي سمع علقمة ، وذكر الباجي : إبراهيم بن يزيد النخعي الكوفي الفقيه : وقال فيه : الأعور ، ولم يصفه البخاري بالأعور ، ولا رأيت من وصفه به ، وذكر ابن قتيبة في العور إبراهيم النخعي فيحتمل أنه ابن سويد كما قال البخاري ، ويحتمل أنه إبراهيم بن يزيد هذا [ ص: 224 ] آخر كلام القاضي . والصواب : أن المراد بإبراهيم هنا إبراهيم بن سويد الأعور النخعي ، وليس بإبراهيم بن يزيد النخعي الفقيه المشهور .

                                                                                                                قوله : ( توشوش القوم ) ضبطناه بالشين المعجمة . وقال القاضي : روي بالمعجمة وبالمهملة وكلاهما صحيح ، ومعناه تحركوا ، ومنه ( وسواس الحلي ) بالمهملة وهو تحركه ، ووسوسة الشيطان . قال أهل اللغة : الوشوشة بالمعجمة : صوت في اختلاط . قال الأصمعي ، ويقال : رجل وشواش أي خفيف .




                                                                                                                الخدمات العلمية